Image

"المنتصف" تكشف جانبا من برامج معسكرات التحشيد الحوثية

مخاوف حقيقية وتحذيرات تطلق بين الحين والآخر من بشاعة ما تقوم به عصابة الحوثي ضد أطفال وشباب اليمن في معسكرات التحشيد الخاصة بها، والتي تطلق عليها مراكز صيفية. 
 
صحيفة المنتصف تكشف جانبا من البرنامج اليومي الذي تمارسه عصابة الحوثي في الكواليس مع الطلاب الذين أجبرتهم على الالتحاق بمراكزها الصيفية، الأمر الذي يعد بمثابة جرائم ممنهجة ضد الطفولة والنشء. 
 
تنقسم معسكرات التحشيد الحوثية للأطفال إلى قسمين: مراكز مغلقة ومفتوحة.
 
أما المفتوحة فهي التي تضم طلابا من سن خمس سنوات حتى سن  الثانية عشرة. وأما المغلقة فهي التي تضم طلابا من سن الثالثة عشرة وحتى الثامنة عشرة، وفي هذه المراكز يكون البرنامج مكثفا، برنامج صباحي ومسائي وليلي.
 
بالنسبة للمراكز المفتوحة، يتجمع الطلاب في الصباح الباكر بساحة المدرسة، ثم يقومون بأداء الطابور الصباحي المتضمن فقرات مختصة بالثقافة الطائفية الحوثية يكون ختامه أنشودة من الأناشيد الخاصة بفرق الحوثي أو زوامل المدعو عيسى الليث.
 
ينتقل الطلاب بعد ذلك إلى الفصول حيث تبدأ الحصة الأولى، والتي هي عبارة عن ترديد شعارات، كشعار علم وجهاد الذي جعلته المليشيا شعاراً لمراكزها الصيفية وتريد من خلاله ترسيخ فكرة أن العلم هو ما يكون في ملازم الصريع حسين الحوثي، وأن الجهاد هو قتال من لا يؤمن بالحق الإلهي للحوثية في الحكم، بالاضافة إلى ترديد شعار "الصرخة" و"هيهات منا الذلة" و"لبيك يا حسيناه".
 
بعدها ينتقلون إلى حصة تعليمية يتم تخصيصها من ملازم الصريع حسين الحوثي وأقواله وخطاباته.
 
ثم ينتقلون إلى حصة تتعلق في الجانب التاريخي يتحدثون فيها بفخر واعتزاز عن تأريخ الأئمة الزيدية في اليمن، بدايةً من عهد الهادي الرسي، ويعتبرون أولئك الأئمة هم العظماء في تأريخ اليمن ومن عاداهم هم الطغاة البغاة، في تزييف للتاريخ وطمس للحقائق حيث تعتبر فترات حكمهم هي أسوأ فترات مر بها التاريخ اليمني.
 
في نهاية اليوم الدراسي يكون هناك حصة للتطبيق العملي لما تتم ممارسته في فعاليات يوم الغدير وكربلاء.
 
يتم تعليم الطلاب في مراكز الحوثي الصيفية أن الصلاة هي الفروض فقط وأوقاتها ثلاثة فقط الفجر والظهر والذي يجمعون فيه صلاة الظهر والعصر، والعشاء الذي يجمعون فيه صلاة المغرب والعشاء، ولا تجب صلاة السنن التي قبل الفروض وبعدها، ولا صلاة النافلة وقيام الليل وغيرها، ويعتبرون من يصليها مخالفا ومرتكبا لإثم.
 
كما يتم تعليم الطلاب أن القرآن الكريم هو آيات محددة، وتلك الآيات هي من قام أئمتهم بتفسيرها على هواهم، و لا داعي لبقية الآيات، ولحفظها وقراءتها والعمل بها.
 
وهذا ما يدلل على أن المليشيات التي ترفع شعار أنها مسيرة قرآنية تؤمن بأن القرآن الكريم آيات منتقاة وليس سوراً وأجزاءً، حيث تأخذ من القرآن آيات محددة قامت بتفسيرها على هواها وترفض بقية آيات القرآن لأنها تعارض وتكشف بوضوح تفسيرها الخاطئ لتلك الأيات.
 
وفي جانب الحديث النبوي الشريف، تقوم المليشيات بتعليم الطلاب أحاديث معينة وبعضها موضوعة، وهي ما تزعم أنها  تتحدث عن أحقيتها بالولاية، وتمدح علي بن أبي طالب ، وتغرس لديهم فكرة رفض بقية الأحاديث الشريفة وإنكارها كصحيح البخاري ومسلم وغيرها.
 
وبالنسبة للمراكز المغلقة، تقوم عصابة الحوثي بتعليم الطلاب السحر وتعتبره كرامة، ومن تعلم السحر وأصبح ساحراً فقد حصل على كرامة من الله.
 
إنها مراكز غرس مفهوم التكفير  والتنشئة الإرهابية، تغرس سفك الدماء وشهوانية القتل لدى الجيل لتوجهه لقتل كل من لا يساندها وتكفير من لا يتبعها.
مراكز لتعليم الكراهية والتطرف والشذوذ الفكري، إنها أكبر كارثة في المجتمع اليمني.