Image

جريمة دار الرئاسة وصمة عار في جبين مرتكبيها و لا تسقط بالتقادم..

جريمة دار الرئاسة من الجرائم التي  لم يكشف حتى الآن عن نقابها او الكثير من خيوطها، إلا أنها سوف تظل وصمة عار تلاحق مرتكبيها، سواء كانوا أفرادا أم جماعات أم أحزابا. فالتاريخ سوف يلعنهم ويشير إليهم بصفتهم الإرهابية ولن تسقط بالتقادم. 

 

يقول عبد السلام الدعيس، ناشط حقوقي: لم يكن في الحسبان أن يستهدف زعيم الأمة الشهيد علي عبد الله صالح وهو يؤدي صلاة الجمعة في دار الرئاسة مع جموع من المصلين في بيت الله. ذلك الفعل يدل على أن من اتخذ قرار التفجير يملك في داخله نوازع شيطانية ولا يمتلك ذرة من القيم والأخلاق، وهي صفة لا تجدها إلا عند الجماعات الإرهابية التي تستخدم الدين في القتل وانتهاك الحرمات. 

 

ويضيف الدعيس أن تلك الصفات لا تجدها متوفرة إلا في الإخوان المسلمين ومليشيا الحوثي التي لا تتورع من أن تقوم بالقتل ولو كانت الجريمة سوف ترتكب في بيت الله. 

 

بدوره، يقول الدكتور كمال عبد الرحمن، باحث في علم الاجتماع، إن من يخطط للإقدام على جريمة في بيت من بيوت الله فهذا مؤشر بأن المنفذ من الجماعات الإرهابية التي تحل لنفسها حتى ارتكاب المعاصي على قاعدة "الغاية تبرر للوسيلة"، لكن أي غاية من استهداف رئيس دولة بالمتفجرات والصواريخ وهو بين يدي خالقه؟!

 

ويضيف: من المؤسف أن من كانوا في الساحات احتفلوا بهذا العمل، بل إن خطيب الساحات كان يدرك أن العصابة التي ينتمي لها سوف تقوم بهذا العمل الجبان وأخذ يبشرهم بهذا الحدث المؤسف، إلا أن مشيئة الله كانت الحامية لزعيم الأمة الذي نجا من تلك المحاولة الانقلابية التي هزت أركان اليمن وأثارت حالة من السخط والغضب في النفوس.

 

وحدهم الإرهابيون هم الذين هللوا وكبروا، إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا. وعلى الرغم من حجم المؤامرة، إلا أن الزعيم ظل متمسكا بحكمته وهو مصاب، محذرا من انزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية غير محمودة العواقب. لم يشعلها حربا.

 

بل كان أول تصريح خرج فيه إلى الشعب اليمني قوله "إذا أنتم بخير فأنا بخير". ووجه بصفته الرئيس والقائد الاعلى للقوات المسلحة بعدم الانجرار وراء أي عمل انتقامي، خاصة وأن أصابع الاتهام وجهت نحو القتلة والمجرمين، إلا أنه فضل أن يكون القضاء هو الحكم والفصل، ودعا الجميع إلى الهدوء إدراكا منه بأن العصابات التي اتخدت من الساحات مطية للوصول إلى السلطة تسعى إلى تفجير حرب أهلية سوف يكون الشعب فيها هو الخاسر. 

 

 

العقيد جميل سيف قال إن الحادثة كان وقعها كالزلزال، كيف يستهدف مسجد بعمل إرهابي جبان يصلي فيه رئيس الدولة وعدد من السياسيين والعسكريين في دار الرئاسة؟ إنه انقلاب دموي بكل ما تعنيه الكلمة. ولولا حنكة الرئيس صالح لانفجرت حرب أهلية مدمرة غير محمودة العواقب. 

 

وأضاف: اليوم ونحن نشهد انقلابا على السلطة، اتضحت الصورة بشكل جلي من كان وراء تفجير مسجد دار الرئاسة حينما عمد الإخوان ومن بعدهم عصابة الحوثي إلى عرقلة القضاء في محاكمة المتهمين في التفجير وإخراجهم من السجون، معتقدين أنهم بذلك أغلقوا الملف، إلا أنها سوف تظل قائمة، وسوف يحاسب المتورطون طال الزمن أو قصر.

 

من جهتها، أكدت الباحثة منى عباد أن استهداف دار الرئاسة كشف زيف ما دعت إليه تلك التي أطلقت على نفسها ثورة الشباب السلمية، حيث اتضح للجميع أنها ثورة ارهابية حينما استهدفت رأس النظام بعمل إرهابي، واكتشف الكثير ممن كانوا في الساحات أنهم مغرر بهم وأن هناك من يقودهم ليكونوا شركاء في استهداف الدولة لتحقيق مصالح ضيقة غير معنية بأمن واستقرار البلاد، وهذا ظهر جليا في حالة الانحدار الذي وصلت إليه الدولة من تلك الساحات ليجدوا أنفسهم اليوم يعيشون بدولة الغاب، القوي يلتهم الضعيف، وأصبح لا مستقبل لأحد في دولة منهارة تقودها عصابات ومليشيات.