الحوثي وتهجير السلفيين في إب

08:41 2023/05/26

قبل أكثر من عامين،  قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بإغلاق مركز الإمام الذهبي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية في مديرية المخادر بمحافظة إب.
 
أغلقوا مركز للشباب والرجال ومركز للنساء والبنات وطردوا الطلاب والمعلمين.
 
المسجد الكبير الذي يقع فيه المركز كانت يمتلئ وتمتلئ ساحته بالمصلين.
 
قامت العصابة الحوثية بتغيير إمام المسجد السلفي وإحلال محله إماما من صعدة، فترك الناس الصلاة خلف ذلك الإمام ولم يعد يكتمل صف واحد في المسجد.
 
انتقل الإمام السلفي لمسجد آخر في نفس المنطقة يؤم الناس، وانتقل الناس الذين كانوا في المسجد السابق للصلاة خلفه وكانت تمتلئ الشوارع وأسطح المنازل.
 
غضب الحوثيون من ذلك وقاموا باختطاف الإمام واعتدوا عليه وقاموا بنتف شعر لحيته وأودعوه السجن، وقد كان في الزنزانة التي بجانبي في سجن الأمن والمخابرات بمدينة إب أثناء ما كنت مسجوناً فيه وظل في السجن قرابة عام، ولم يطلقوه إلا بضمانات أن يجلس في منزله ولا يمارس أي نشاط لإمامة الناس.
 
وظل الحوثي يمارس عمله الرامي للسيطرة على المساجد وفرض أئمة عليها تابعين له بهدف فرض فكره الطائفي المنحرف في إب، حتى قام مؤخراً بإغلاق مركز ومسجد التوحيد لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية ومصادرة مكتبته الدينية وطرد أربعمائة طالب وتهجيرهم.
 
معروف أن السلفيين يتعايشون مع الجميع ومشغولون بالعلم وحفظ القرآن ولا يتدخلون بالسياسة ولا يحرضون ضد الحاكم، فقط يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في مساجدهم ولم يفرضوا على أحد أن يأتي بالقوة لحضور دروسهم أو إطلاق لحيته والالتزام بالسنة، ورغم ذلك ظل الحوثي منزعجا منهم وقام بإغلاق مساجدهم ومراكزهم بالقوة وفرض خطباء تابعين له لإلقاء خطب من ملازم قائدهم، وهذا ما يدل على أن الحوثي متطرف لا يؤمن بالتعايش وذو نهج إرهابي يريد فرضه على الناس بالقوة ولا يريد أن يتعلم أبناء المجتمع الخير.
 
 مشكلة الحوثي الحقيقية هي مع الله ورسوله، يحارب مساجد تعليم الكتاب والسنة لا يريد الناس أن تحفظ القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وإلا أتحداكم أن تعطونا حوثيا واحدا حافظا للقرآن الكريم والأربعين النووية.
 
يسمون أنفسهم أنصار الله وهم ضد تحفيظ كتاب الله، ويدعون أنهم أحفاد الرسول وهم ضد سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
 
على سبيل الاعتبار نحن في إب كان أجدادنا شوافع ونحن اليوم نعتبر  سنة، والحوثية كان أجدادهم زيودا وهم اليوم اثناعشرية شيعة.
 
لم نكن نحن في إب ذهبنا إلى صعدة واعتدينا على مناطق الحوثي وقمنا بتغيير امام مسجده في مران بخطيب سني من إب ، فلماذا الحوثي المعتدي على محافظتنا وناهب مواردها وباسط عليها بالقوة يقوم أيضاً بإقتحام مساجدنا وتغيير خطباءها بالقوة واحلال خطباء تابعين لمعتقده لفرضه علينا بالقوة ويحول مساجدنا إلى ساحات لتناول القات وتكريس نهجه الدخيل على محافظتنا.
 
وكما هو معروف أن ما يمارسه الحوثي في إب يمارسه في كل مناطق سيطرته ، ومثلما حاصر السلفيين وهجرهم من دماج ها هو يستخدم نفس التعامل مع السلفيين في إب.
 
يجب على الحوثي أن يعلم أن إب لن تكون حاضنة له مهما فعل، ويجب على العالم والمجتمع الدولي وكل الاتجاهات الحقوقية أن تقف ضد كل مما يمارسه الحوثي في إب من تهجير وتحطيم قيم الخير  وتلغيم العقول بأفكاره المنحرفة الطائفية المهدة للتعايش والسلم، كما يجب على الدولة الشرعية أن تولي اهتمامها ورعايتها للمهجرين السلفيين من أبناء إب، كما يجب على أن أبناء إب جميعاً أن يستعدوا لتحرير محافظتهم من الحوثي كسبيل وحيد للدفاع  عن الكرامة والدين والسلام والتعايش.