أحمد علي عبدالله صالح يهنئ الشعب اليمني بالعيد الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة (نص الكلمة)
بعث الأخ أحمد علي عبدالله صالح برقية تهنئة إلى كافة ابناء الشعب اليمني بمناسبة العيد الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم رجالاً ونساءً.. شيوخاً وشباناً في داخل الوطن وخارجه الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر الشعبي وأنصاره وحلفاءه سلام عليكم من الله ورحمته وبركاته يسرني أن أهنئكم بحلول العيد الـ33 لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية، هذا المنجز التاريخي العظيم لكل أبناء شعبنا اليمني والذي مثّل انتصاراً عظيماً لتاريخ ونضال وتضحيات وإرادة وكرامة شعبنا ومبادئ ثورثه المجيدة (26 سبتمبر والـ14 من أكتوبر)،
حيث يمثل يوم الـ22 من مايو المجيد في التاريخ اليمني إشراقة مضيئة التأم فيها الشمل اليمني بعد تمزق، ورد اعتبار لتلك التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا على درب طويل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال والوحدة.
وتأتي هذه المناسبة الوطنية العزيزة والغالية على قلب كل يمني ويمنية اليوم محاطةً بتحديات كبيرة ومخاطر جمّة تستهدف النيل من هذا المنجز ومن أمن واستقرار اليمن ووجوده ومستقبل أجياله، ولكننا على يقين أن شعبنا وبإرادته الواعية ومهما أحاطت به المؤامرات أو حاولت أن تنال منه الإحباطات لن يستكين أو يستسلم، ولن يكون إلا مع الحفاظ على هذا المنجز العظيم والدفاع عنه والتصدي لكل محاولات التشطير والتمزيق والاستلاب وزرع الفتنة والانقسام في صفوف المجتمع اليمني.
وثمة حقيقة يقينية راسخة أيها الأخوة والأخوات بأن الوحدة وُجدت لتبقى؛ لأنها مكسب استراتيجي ومصلحة وطنية وإقليمية ودولية نال في ظلها شعبنا اليمني على امتداد ربوع الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه، الخير والأمن والأمان..
ومهما كانت التباينات والاجتهادات المختلفة أو وجود الممارسات التي أساءت للوحدة أو شوهتها من هنا أو هناك وتحت أي لافتة كانت فإن الخلافات والاجتهادات المتباينة وتحت مختلف الظروف يمكن حلها بالحوار والتفاهم وبروح العدالة والإنصاف والمواطنة المتساوية وتحت سقف المظلة الوطنية، الوحدة المباركة.
ونؤكد بأنه لا مجال لنجاح أي مشاريع عنصرية أو تمزيقية صغيرة وتحت أي لافتة كانت ولا يمكن لعجلة التاريخ أن تعود للوراء ونتيجة هذه المحاولة لهذا الفعل لن تكون إلا عملاً كارثياً على الجميع في الوطن وعلى الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم عموماً.
إن من حقائق التاريخ أيها الأخوة والأخوات، والتي لا يمكن إغفالها أن اليمن وعبر تاريخها ظلت موحدة جغرافياً ومتكاملة اقتصادياً ومتجانسة بشرياً واجتماعياً ومتأصلة حضارياً، وبرغم ما تميزت به من اتساع رقعتها واختلاف تضاريسها فقد كانت نسيجاً واحداً وجزءاً لا يتجزأ من كيان واحد، وكانت أوديتها التي تمتد من شمالها إلى جنوبها وتنحدر من جبالها إلى سهولها بمثابة الشرايين في الجسم الواحد يغذي كل منها الآخر،
ولعل هذه الميزة كانت من أبرز العوامل الطبيعية التي ظلت تكسر الحواجز المصطنعة وتقهر الحدود السياسية على مدى الأزمنة المختلفة التي عاشت فيها اليمن فترات التجزئة ولم تستطع أن تؤثر فيها التقلبات السياسية والظروف الطارئة والنضال اليمني من أجل استعادة الوحدة ظل ديدن كل اليمنيين عبر مراحل وحقب تاريخية متعددة رغم الانكسارات في بعض الأوقات، لكن توج دوماً باستعادة الوحدة وإنهاء مظاهر التشطير والتمزق والانقسام، وفي عصرنا الراهن توج ذلك باستعادة وحدة الوطن في الـ22 من مايو 1990م على يد كوكبة من الرجال الوحدويين المخلصين والأوفياء وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه الآخرون في شمال الوطن وجنوبه.
وإنها لمناسبة أيها الأخوة والأخوات ندعو فيها الجميع إلى التحلي بروح اليقظة والوعي في مواجهة الخطوب والتحديات الماثلة والحفاظ على كل المنجزات والمكاسب وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة وفاءً لتضحيات الشهداء الأبرار والمناضلين الأحرار الشجعان واستشرافاً لمستقبل أفضل يعيش فيه الوطن واجياله برخاء وتقدم وأمن وأمان.
مرة أخرى أجدد لكم التهاني بهذه المناسبة الوطنية الغالية، داعياً الجميع من أبناء شعبنا وقواه الحية إلى السعي من أجل السلام وطي صفحة الصراعات والخلاف وإلى الحوار والمصالحة وتجنيب وطننا المزيد من الفتن والاحتراب، سائلاً المولى القدير أن يحفظ شعبنا من كل الشرور والمكائد وأن يحقق له الوئام والسلام وأن يعيش الجميع في ظل وطن واحد أخوة متحابين همهم الوطن والذود عنه وتحقيق أمنه واستقراره ومصالحه وتقدمه وازدهاره. المجد للشهداء.. وكل عام وأنتم والوطن بخير وتقدم وسؤدد. أحمد علي عبد الله صالح