الوحدة اعتزاز وطن وتاريخ يتجدد

06:49 2023/05/20

عندما يلوح الإنجاز في الأفق، فكل الحجج تصبح واهية ومن دون معنى. وعندما يتعلق الأمر بذكرى الوحدة، فإن كل الانتماءات والاختلافات تختفي تماما، ذلك ما نريده وما رأيته بأمّ العين في سنوات طويله ولم أزد عليه شيئا من عندي. فتلك هي الصورة الحقيقية لهذا الوطن تحت مظلة الوحدة العظيمة، يبقى مايو هو الشعاع الضئيل الجميل في وطن أصبح مظلما تماماً. ومن هنا كان لا بد لنا ولجميع المدن والقرى اليمنية الإحتفاء به لتعرية ورفض دعاة التشطير والانفصال الذي يريدون السعي وكذلك أقدم البعض من هولاء عليه وتلك الدعوة ليس إلا هراء آخر لأجل إدخال الوطن في دوامة حرب جديدة. لكن إن كان هنالك من درس علينا استخلاصه من ذلك فهو أن كتابة التاريخ لا تقل أهمية عن صناعته، ولا يمكن لأحد تتجاوزه.
 
 إن الثاني والعشرين من مايو العظيم يوم عظيم جدا يعطيك انطباعا على مدى أهمية تاريخية لعظمة الشعب اليمني ورئيسه الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الاسبق، لقد أسس هذا الإنجاز لأجل أن يُكتب اسم اليمن الموحد في عالم يسوده الانقسامات والتشطير، ومن حق الجميع أن يفخر بهذا اليوم الكبير وبذلك الرجل الوطني الوحدوي حتى ولو كنت ذا ميول حزبية وسياسية أخرى. 
 
لم يكن مايو مجرد شيء عادي أو حلم من الخيال والوهم، لأن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح كان يعي صعوبة الوضع فجعل منه مصدر انطلاق النهضة والبناء وترسيخ ثقافة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، لقد أصبح الوطن في خير واستقرار ورخاء، تلك هي رؤية الوحدة وذلك هو طموح الجميع أن تبقى للأبد، وهذه هي المهمة الشائكة وحلّها ليس بالهيّن وخصوصا على أعضاء المجلس الرئاسي وقيادات الشرعية. إن أي شك يراود الأعضاء في عدم بقاء الوحدة أو استحالة ذلك ويفعل شيئا يخدم أهداف الوحدة والجمهورية والعمل على صدق تلك النوايا وأن يعطي مردودا مميزا يجعلنا نقرّ به على الأقل. 
 
التاريخ لا تكتبه بالقيل والقال أو بالنوم والتراخي، بل إنه لكل مجتهد نصيب وكان نصيب الزعيم علي عبدالله صالح ملهم للجميع على قدر ما بذل من جهد وما سعى له، وإن أثنيتُ عليه كثيرا تلك أيام قد خلتُ أنها أيام وتنطفئ الشمعة كما حدث للعديد من الدول والسودان خير دليل، لكنه أبان عن استمرارية الوحدة وترسيخ أهدافها المنشودة لخدمة الوطن وبناء الدولة هو الهداف الذي سيكون على عاتق الجميع وفي مقدمتهم المجلس الرئاسي والحكومة ولكم العبرة في التاريخ، وعليكم أن تدركوا أن اليمن أنجبت الحمدي بعز الأزمات وجاءت بالزعيم صالح في عز الكرب. أرض طيبة ونبتها أطيب فكانوا نعم الرجال المخلصه للوطن والأمة.