مَنْ يسعى إلى تقسيم الوطن؟!

08:07 2023/05/17

الوحدة كانت هي الحكاية الشعبية التي يتمناها الجميع. لقد جاءت بصدد أن تروى بين شطرين يتقاطر الحب بينهما.
 
لم يكن هذا الحب والتمني زورا وتزييفا. جاءت حكاية وحدة الثاني والعشرين من مايو العظيم بإنجازات عديدة حددت مسارات الأمة اليمنية تاريخا وحضارة عريقة وروابط متجذرة في الأصالة والترابط الوثيق منذ الأزل.
 
إن من يريد من خلال مساعيه لتمزيق تلك الوحدة والعودة إلى الوراء فهو بالحقيقة قد ظل الطريق ويغرد خارج السرب، قد أوهم نفسه بذلك.
 
إن الوحدة لم تكن مجرد خدعة زمنية محددة ولا توقيعات على الورق، وأنما بُنيت على أساس وطني عربي قومي، وستبقى ذكرى تحسب لأولئك العظماء الكبار الذين جعلوها واقعا بالنسبة لأحلام الملايين من أبناء الجنوب والشمال، فكانت نعم الحكاية وأجمل رواية على الإطلاق.
 
ويعتبر عيد الوحدة 22 مايو العيد الثالث والثلاثين الوطني هو اليوم الكبير الذي كان يوما تأريخيا يتجاوز كل شيء، يوما مقدساً في قلوب أبناء الشعب اليمني من الشمال إلى الجنوب، يوما خالداً وسيبقى كذلك رغم أنف أوغاد التشطير.
 
إنه يوم صنعه الزعيم الراحل صالح فكان يوما يعج بالبطولات. 
 
في هذا اليوم تلاشت الحواجز والقيود والحدود التي أقامها الاستعمار ومخلفات البقايا من أذيال الاستعمار. يوم ممتلئ بالسعادة والحب والترابط الوثيق بين مكونات الشعب الواحد.
 
تِلك الفرحة والبهجة التي صنعها مايو العظيم ترتسم في كل عام على وجوه الصغار والكبار.
 
هكذا كان لهذا اليوم ثمن الانتماء والولاء للوطن والأمة العربية، وكل ما حدث يحسب للزعيم علي عبدالله صالح، لتلك الشجاعة والبطولة والدهاء السياسي وعقليته الحكيمة والعظيمة.
 
ولا يمكن لأحد أن يقدر على العمل بكل ما أوتي من قوة لزوال الوحدة والعودة إلى الوراء مرة أخرى.
 
ولن يستطيعوا نزع تلك الفرحة والبهجة المرسومة على وجوه اليمنيين مهما عقدوا أو حاولوا الاستعباط الغبي من بعض أصحاب الفكر البليد.
 
في هذا اليوم تتهافتُ التبريكات والتهاني بالعيد، معلنة أن مايو مقدس ولا يمكن لأحد المساس به، ولا عزاء لمن يتلاعبونَ هنا وهناك بالمُفرقعاتِ الكاذبة، مزعزعةً أمنَ الناس، بدلَ أن يكون لهم دور في توحيد الصف الوطني ويفرحوا بالعيد؛ يسعونَ للتقسيم وتفكيك نسيج الشعب ولحمة الوطن، وليس هولاء إلا مجرد أصوات شاذة لا يمتلكون أي رؤية وطنية أو سياسية وأهدافا تخدم مصلحة الوطن والشعب والأمة العربية بشكل حقيقي، بدلَ اللعبِ بكثرة المؤتمرات والإكثار من الخطابات  النارية السخيفة في كل مرة وكل أسبوع وعام.
 
هذه المرة يرتدون قناعا آخر مزيفا ممتلئا أوهاما. ولكن ليعلموا أن الوحدة باقية حتى قيام الساعة، شاء من شاء وأبى من أبى.