Image

الحوثي يسرق فرحة العيد

يطل عيد الفطر على اليمنيين كبقية الأيام العادية، حزينا وخاليا من مظاهر الفرحة ودون مشاعر البهجة، وقد باتوا غارقين في الفقر ومطوقين باليأس والإحباط الشديد بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسببت بها عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ولعل أدق تعبيرا يردده اليمنيون في مواجهة أعباء العيد قولهم "العيد عيد العافية".
 
هذه العبارة تعبر عن حجم الأسى الذي يعانيه اليمنيون في العيد، فبدلا من كون العيد مناسبة سعيدة يتبادل فيها المسلمون التهاني، تحول إلى موسم للحزن.
 
ليست الأسواق في صنعاء كعادتها في كل عام، فعلي الرغم من زخم المارة في شوارعها التي تغرق بالمتسولين، إلا أنها تشهد حالة من الركود الملحوظ وقلة التبضع مع حلول عيد الفطر، بسبب ارتفاع الأسعار، والانخفاض الكبير في القدرة الشرائية.
 
ورغم تتعالى أصوات الباعة في سوق العاصمة صنعاء، محاولين الترويج لبضاعتهم وجذب اهتمام المارة سواء من الآباء والأمهات أو الأبناء الذين يرافقونهم، إلا أن ذلك لا يعكس أبدا الإقبال على الشراء، حيث لا آذان صاغية لتلك الأصوات من قبل المواطنين الذين أصبحوا يفكرون فقط في توفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم.
 
معظم العائلات خرجت لشراء ملابس العيد، لكن العديد منهم لم يتمكن من شراء الملابس، أو اكتفى بشراء اليسير منها بسبب غلاء الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي أوصلت عصابة الحوثي المواطنين إليها.
 
في السنوات الماضية كانت كسوة العيد لا تقتصر على الأطفال فقط، بل على الإباء والأمهات الذين حرموا اليوم أنفسهم منها ليتمكنوا من تلبية حاجيات أبنائهم، بل إن بعض الأسر قررت اللجوء إلى أسواق الملابس المستعملة لاقتناء ما يحتاجونه بأسعار أقل.
 
فرحة العيد لدى الأطفال باتت كشبح مخيف لمعظم أولياء الأمور لأن أطفالهم بانتظار ملابس العيد وأغلب المواطنين البسطاء على آمل الحصول عليها من فاعل خير.
 
"أم محمد"- امرأة ثلاثينية- لا يوجد لديها مصدر رزق آخر غير ما تجود به الأيادي الخيرة لإعالة طفلها المريض "محمد" إلى جانب ثلاث شقيقات له.
 
تقول "أم محمد" للمنتصف إن زوجها توفي قبل خمس سنوات ولا يوجد من يعولها وأطفالها.
وتشير إلى أن التسول هو مصدر دخلها الوحيد، تخرج في الصباح الباكر إلى قلب ميدان التحرير بصنعاء لتجمع ما كتب الله لها من رزق، أحيانا لا يصل ألف ريال طيلة اليوم.
 
معظم المواطنين في صنعاء حالهم كحال "أم محمد" بسبب التي أشعلتها مليشيا الحوثي قبل نحو ثماني سنوات والتي خلفت أوضاعا متردية للغاية، جعلت معظم السكان اليمن البالغ عددهم أكثر من 30 مليون مليون بحاجة إلى مساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة.
 
تقارير أممية تؤكد أن أكثر من 19 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، وقد قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مارس/ آذار الماضي، أن أكثر من 20 مليون شخص في اليمن ما يعادل ثلثي السكان ليس لديهم ما يأكلونه تقريبا، في ظل حرب مدمرة دخلت عامها الثامن.