مراعيين للموت ... ؟

12:23 2023/03/13

يوصل الواحد في اليابان إلى سن الثالثة عشرة من عمره وقده يخترع ساعة، ويحسب لأيام عمره بالدقيقة والثانية. 
 
وفي بلادنا اليمن يوصل الواحد سن الثلاثين وهو والله ما هو داري كم الساعة ولا له علم حتى كيف تشتغل الساعة، ولا هو داري حتى ما هي الفائدة المرجوة من الساعة. 
 
ويجزع عمره كله وهو مسكين مشغول ليل الله مع نهاره بقيام الساعة. 
 
في بلاد الكفار يوصل الواحد إلى سن الخمسين وقد تخلص تماما من كل همومه المستقبلية؛ ويبدأ يتفرغ لحياته الباقية ويقضيها سفر ورحلات ومتع وصحب لتعويض مافاته من رفاهية العمر. 
 
وفي بلادنا المصلية على النبي الوضع غير، يوصل الواحد إلى سن الخمسين سنة وعاده بسم الله الرحمن بادي يخطط لمستقبله من ذلحين وطلع وبادي يشتري له دباب شيطلب به الله!
 
وإذا نفه على نفسه شويه هو والجهال وخرجوا به رحلة في يوم  يتنفخ ويزعل ويشعر بأنه أسرف في مضيعة الوقت ويرجع البيت زعلان على ضمار اليوم اللي راح من عمره من دون طلبة الله! 
 
وما فيش سؤال يضجر باليمنيين عموما أكثر من أن تسأله كم الساعة يا خبير؟ يقول لك والله ما لي علم.
 
لكن اسأله عن قيام الساعة، شيتفلسف لك للصبح وشيكلمك بطلاقة عن عوالم الغيب وستشعر وأنت تسمعه بأنك جالس في حضرة آنسان معه مراسل في السماء ينقل له أخبار الساعة مباشرة أول باول من مكان الحدث!
 
اليمني بشكل خاص على أية حال  إنسان هامشي يعيش خارج حسبة الوقت وخارج حساب الزمن وخارج خطوط المستقبل. وعمره اللي يمشي هو في حسابه الخاص مش أكثر من رصة سنين متراكمة في حصالة عمر تآلف ورتيب يقضيه سنة بعد أخرى بانتظار حظوظه الجيدة في الحياة الآخرة!
 
وما لوش دخل أبدا بالحاضر 
ولا له أي علاقة بحياة الساعة المعاشة على وجه الأرض.
 
وقمة الإحباط لما تسأل واحد:
 
- ايش تعمل هذي الأيام يا فلان؟
يقول لك:
- والله ولا شي مراعيين للموت!
 
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك