مشاورات جنيف لتبادل الأسرى مقياس للتنفيذ

03:59 2023/03/12

انطلقت يوم أمس السبت مشاورات تبادل الأسرى والمعتقلين والمختطفين بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين بمدينة جنيف السويسرية. 
 
ويعد ملف الأسرى من حيث التنفيذ من أسهل الملفات المختلف عليها بين طرفي الصراع. وقد سبق الاتفاق في المشاورات والهدن السابقة على إطلاق سراح جميع المعتقلين والمختطفين والمحتجزين وفقاً لقاعدة الكل مقابل الكل، ولكن وللأسف الشديد وكالعادة تستفيد الجماعة الحوثية من تنفيذ التزامات الشرعية ولم تلتزم بتعهداتها وتماطل في التنفيذ إلى أن ينتهي زمن الهدن.
 
واختصاراً للوقت وخدمة للوطن والشعب، فإننا نرى بأن تكون هذه المشاورات المقياس الأخير للالتزام والتنفيذ والفرصة الأخيرة لإثبات حسن النوايا، فإن التزمت الجماعة الحوثية بالتنفيذ ونفذت تعهداتها.
 
فهذا يعد تقدما في مشوار المفاوضات وإثباتا لحسن النوايا وتعديا لإحدى عقبات الحوار.
 
وهنا يجب الاستمرار والمرور والتقدم في طريق السلام، وإن حدث العكس واختلقت الجماعة الأعذار تلو الأعذار وماطلت في التنفيذ كعادتها، فهذا يؤكد بأن الجماعة تستفيد مما هو في صالحها وترفض وتتخلف عما هو في صالح الشعب وبأنها تستثمر المفاوضات والهدن وتعد العدة للحرب والقتال وبأنها لن ترضخ للسلام إلا بالحرب والقتال.
 
وهنا لا داعي لإضاعة الوقت، ويجب إختصار المسافات وإنهاء ما تبقى من جولات الحوار والمشاورات وإلغاء إتفاق ستوكهولم والعودة للخيار الوحيد للخلاص عبر أستئناف العمليات العسكرية وخوض معركة استعادة الجمهورية.
 
وهذا هو الحل الانسب في حالة عدم الالتزام والتنفيذ وما دون ذلك، فهو خدمة الجماعة الحوثية والاستسلام والرضوخ للمؤامرة الدولية في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب والمتاجرة بأمن الوطن وحياة ودماء المواطن. وهنا يصبح الاستمرار والمشاركة في مثل هذه المفاوضات والهدن خيانة للوطن والمواطن ومشاركة في تدمير البلاد وإهلاك الشعب.