Image

حرفت "هندسة الوقائية" من السلامة للندامة.. مليشيا الحوثي تنفذ مشروع تجسس ايراني واسع في اليمن

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، عن إجراءات قمعية تسعى مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، إلى فرضها على اليمنيين، في مجالات عدة استقت أفكارها من التجربة الإيرانية في هذا الخصوص.
 
وأفادت المصادر بأن المليشيات الحوثية، وعبر خبراء في مجال التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالاتصالات والإنترنت، بدأت في إعداد خطط وبرامج "تجسس ومراقبة" وتحوير "الهندسة الوقائية" من مجالها في الحماية والسلامة، إلى مجالات تخدم مصالحها وأهداف إيران في اليمن والمنطقة.
 
معنى "هندسة وقائية"
وتعرف "الهندسة الوقائية" بهندسة السلامة، وهي من العلوم التطبيقية المتعلقة بشكل قوي بهندسة الأنظمة، وبالتالي بهندسة نظام السلامة، من خلال عمل تصميم إنذار مبكر لمعرفة الخطأ الممكن حدوثه، وعادة ما تستخدم في مجالات التكنولوجيا والكهرباء، ونقل النفط، والمواد الكيميائية.
ويسمى أيضًا هندسة السلامة، وهو مصطلح يشير إلى فرع من فروع الهندسة المعنيّ بضمان توفير مستويات مقبولة من السلامة للأنظمة الهندسية، ويرتبط هذا الفرع الهندسي على نطاق واسع بالهندسة الصناعية وهندسة النظم. فهذا النوع من الهندسة يضمن أن النظام يعمل حسب الحاجة، حتى عندما تفشل عناصره ومكوناته.
 
وتشير المعلومات العلمية حول هذ التخصص، بأنه يستخدم كثيرا في نقل النفط والمواد الكيميائية، حيث كل الحاويات التي تحتوي على النفط أو المواد الكيميائية هي بحاجة لحواجز احتواء معدّة حولها لتحتوي 100% من حجم الحاوية في حالة إخفاق كارثي للحاوية. والهدف من كل أنظمة الاحتواء هذه هو تزويد وسائط الحد من التلف الناتج عن الإخفاق إلى مساحة ضيقة النطاق.
 
وأصبح النهج القائم على النماذج رائجا وشائع الاستخدام في العقد الماضي، وعلى النقيض من الأساليب التقليدية، تحاول التقنيات القائمة على النماذج استنباط العلاقات بين الأسباب والعواقب الناتجة عن أيّ نوع من أنواع النظم.
 
تخوف من انتفاضة وثورة 
ووفقا للمصادر اليمنية في صنعاء، فإنه تلافيا لتصاعد الدعوات الشعبية لتفجير "انتفاضة وثورة" في وجه المليشيات الحوثية، لجأت الأخيرة إلى الاستعانة بخبرات إيرانية ومن حزب الله، للعمل في مجال المعلومات، لرصد تحركات وأنشطة المعارضين لها، من خلال مراقبة خدمتي الإنترنت والاتصالات، بسبب تخوفها الكبير من دور مواقع التواصل الاجتماعي في تكوين مواقف شعبية مناهضة لها ورافضة لسياسات الإفقار والتجويع وجرائم القمع والابتزاز.
 
وتحدثت المصادر عن سعي الحوثيين بمعاونة خبرائها الأجانب، على تشديد عمليات الرقابة على الشبكات المحلية في صنعاء ومدن يمنية أخرى، وصولا إلى إلغاء شبكات الإنترنت بشكل نهائي في قرى عدة كما هو الحال في مديرية عنس بمحافظة ذمار، ومديريات في صعدة.
 
تحكم وسيطرة
في الآونة الأخيرة، بدأت المليشيات تنفيذ برامج هندسية حديثة على خدمات الإنترنت والاتصالات، عبر المشغل المحلي "يمن نت"، الواقع تحت سيطرتها في صنعاء، لمراقبة أنشطة سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، وعدد كبير من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
 
كما بدأت استخدام تكنولوجيا حديثة في مجالات أخرى، كالمجال العسكري عبر نشر رادارات بحرية، ونصب أبراج اتصالات محدثة بنسخة برامج مراقبة استقدمت من إيران مؤخرا في مناطق جبلية عدة باليمن، لخدمة مشروعها الإرهابية وتحقيق أهداف إيران في المنطقة.
 
تنفيذ توجيهات 
ولتغطية تلك الإجراءات الإيرانية عبر أذرعها "الحوثيين وحزب الله" انطلاقا من اليمن، جاء التوجيه لقائد سياسة إيران في صعدة عبدالملك الحوثي، للخروج بكلمة متلفزة يحذر فيها من خطورة وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، في فضح سياسة إيران وأفكارها الإرهابية لدى اليمنيين، لذا يجب محاربة ومراقبة تلك الأدوات لضمان بقائها واستمرار تسلطها وممارسة انشطتها الإرهابية.
 
وشهدت مناطق حوثية عدة إجراءات إعادة تقييم خدمة شبكات الإنترنت والاتصالات ودخول خدمات جديدة، بعد تركيب تكنولوجيا تحت مسمى "هندسة الوقائية"، أدت لوقف خدمات شركات اتصالات عدة في عدن ومناطق محررة، وفرض مشغلات محددة عليها لتسهيل المراقبة ورصد المعلومات والتحركات.
 
كما عملت المليشيا على تصميم برامج وتطبيقات، تقود إلى عزل ما يجري في مناطقها من سخط ورفض شعبي عن العالم، من  خلال تدابيرها المتعاقبة الخاصة بخدمة الإنترنت، سواءً من حيث إضعاف الخدمة إلى درجة كبيرة أو رفع أسعارها بصورة متكررة.
 
وتحدثت العديد من المختصين في مجال الهندسة الإلكترونية والاتصالات والإنترنت، عن مساعي المليشيات الحوثية عبر خبراء أجانب، وعبر ما يسمى "جهاز الأمن الوقائي" التابع لها بالتلاعب ومراقبة خدمات الإنترنت والاتصالات وتسخيرها لخدمة مشروعها الإرهابي المستمد من الأفكار الإيرانية، فضلا عن استغلال هذا القطاع الحيوي الهام في دعم مجهودها التخريبي من خلال عوائده المالية الكبيرة.
 
وأكدت المصادر استمرار الفريق الهندسي والتقني الذي يشرف عليه مباشرة جهاز أمن المليشيات الوقائي في إحكام كامل قبضته على شركات الاتصالات الحكومية والخاصة.
 
هندسة وقائية بهوية حوثية 
وحولت المليشيات الحوثية عبر خبراء إيران وحزب الله في المجال التقني "هندسة الوقائية" إلى مشروع استخباراتي يخدم مساعيها ومن خلفها إيران في اليمن والمنطقة.
 
وعمدت إلى تصميم برامج لمعرفة نشاط مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، عبر ربط جهاز هاتفه بالتطبيقات المعدة لذلك من قبل المليشيات الحوثية، لمعرفة نشاطك وتوجه ومدى معارضتك لأفكارهم، وهل أنت من الموالين للشرعية أو التحالف العربي، أو أطراف أخرى معادية للحوثيين.
 
كما عمدت إلى تصميم برامج اختراق لأجهزة الاتصالات والإنترنت ومواقع التواصل، وحسابات عدد من المسؤولين والشخصيات، للتصنت عليهم ومراقبة تحركاتهم، فضلا عن رصد تحركات تلك الشخصيات خاصة العسكرية لتسهيل استهدافها.
 
وعملت المليشيات عبر مهندسين متخصصين في مجال البرمجيات والإلكترونيات المتطورة والحديثة من إيران وحزب الله، على تصميم برامج مراقبة لجميع الانشطة التجارية وحركة الملاحة البحرية، والجوية، ومراقبة الأسواق والتجار وحركة البضائع، فضلا عن المراقبة والتجسس والتشويش على الانظمة البحرية من أجل مساعدة عناصرها على تهريب الأسلحة والمخدرات.
 
تقرير الخبراء 
وفي النسخة الحديثة لتقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الخاصة باليمن، تحدث عن استحواذ المليشيات الحوثية على قطاع الاتصالات على النحو التالي:
الفقرة 79، كان قطاع الاتصالات مصدرا رئيسيا لإيرادات الحوثيين، فبعد استيلاء الحوثيين على ملكية بعض شركات الاتصالات الخاصة التي تتخذ من صنعاء مقرا لها والسيطرة عليها، استخدموا بعض الإيرادات المتأتية من تلك المصادر في جهودهم الحربية، وتلقى الفريق معلمات تفيد بأن الحوثيين كانوا يستخدمون شركات اتصالات مختلفة لإرسال ملايين الرسائل التي يلتمسون فيها الدعم والمساهمات المالية لجهودهم الحربية. وعلاوة على ذلك، أصدر الحوثيون توجيهات لبعض الشركات بتخصيص وإيداع 1 بالمائة من فواتير الاتصالات في حساب صندوق رعاية أسر الشهداء.
 
وفي الفقرة 80، يشير تقرير الخبراء إلى أن الحوثيين كي يستمروا في احتكار السوق في جميع أنحاء البلاد، فهم لا يسمحون بنمو شركات الاتصالات المنافسة التي تتخذ من عدن مقرا لها، وقد وردت بعض التقارير عن تدمير أصول الاتصالات "الأبراج والكابلات" التابعة لشركة اتصالات خاصة يوجد مقرها في عدن.
 
ومن خلال استشراف معلومات وردت في التقرير، فإن المليشيات الحوثية استحوذت على شركات الاتصالات ومشغل الإنترنت "يمن نت" بدأت العمل على تدابير تخدم مشروعها وإيران عبر استخدام وتصميم برامج، تعمل على توفير معلومات تجسسية وتشويش في مجالات عسكرية واقتصادية واجتماعية.