أمريكا والصين حرب الوكالة أو الصدام المباشر

02:58 2023/02/05

خروج التنين الصيني من قمقمه متوازيا مع الصراع بين روسيا والغرب الذي بدأ التعثر واضحا لحلف الناتو أمام تصاعد الانتصارات الروسية عليه وتحجيم قوته، يؤكد تشكل نظام جديد متعدد القطبية وهو الانتصار الذي أربك حسابات الغرب ومن خلفهم الادارة الأمريكية، لتسجل مقاطعة بخمنت بداية النهاية لهزيمة هيمنة القطب الواحد، ليسقط ما كان يطلق عليه حلف الناتو سلاح روسيا الخردة المتبقي من حقبة الاتحاد السوفيتي السلاح أمريكا المتطور لتربك حسابات الإدارة الأمريكية وتضع هيمنتها على المحك.
 
ليضع المنطاد الصيني علامة فارقة في حسابات القوى الدولية التي باتت تدرك أنها أمام تشكل نظام سياسي جديد ولد من رحم الرفض الدولي للهيمنة الأمريكية لتكون شرارة الحرب الروسية الغربية التي اتخذت من أوكرانيا ساحة لتصفيات الحسابات ما بين الباحثين عن التخلص من هيمنة الناتو على العالم وبين الغرب مجتمعة ومن خلفهم الإدارة الأمريكية بحثا عن منع تشكل نظام متعدد القطبية ولن يكون إلا بهزيمة الروس.
 
فالإدارة الأمريكية تدرك أن انتصار الروس لا يعني إيقاف الحرب بالساحة الأوكرانية، بقدر ما يفتح شهية الصين لاستعادة جزيرة تايوان، وهو ما دفع بالإدارة الأمريكية لدفع اليابان نحو التسلح بحثا عن إيقاظ جيش الساموراي لتحجيم التمدد الصيني ودعم العدو اللدود للصين الطامحة بالاستحواذ على مقعد الصين بالأمم المتحدة وهي الهند وهو ما يدركه الصينيون ويؤرق طموحهم.
 
ما دفع الصين لأن تعلن استمرار دعمها العسكري والاقتصادي لدولة باكستان الخصم القوي الذي يهدد الهند، ودعم كوريا الشمالية لمواجهة اليابان، فالصين وكوريا يربطهما تاريخ مشترك من النضال ضد اليابان البلد الذي تجرأ على احتلال الصين وكوريا معا.
 
تدرك القوى الغربية أنها أمام مصير حتمي يضع موقعها كقوة عسكرية على المحك، وهو ما يدركه الروس وحلفاؤهم وما يجعل إيقاف الحرب دون هزيمة أحدهم يعد مستحيلا، وهو ما يعني تطور الصراع وتوسعه إلى خارج الأراضي الأوكرانية.
 
موسكو بالأمس أعلنت في ردها على تصريحات الإدارة الأمريكية ودول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وتسليم كييف دبابات أمريكية وألمانية بالحرب على روسيا من قبل دول حلف الناتو لتتوعد موسكو بتدمير السلاح الغربي وسحقه وأنها لن تتردد عن استخدام سلاحها النووي أمام التهديد الغربي للأمن القومي الروسي. إن الحرب بدأت بشكل جديد، وهي رسالة تحذير تحمل وعيد بتوسيع الحرب إلى الدول التي تزود الأوكرانيين.
 
ورغم المعطيات إلا أن السؤال يضع نفسه هو هل تتمكن الصين والإدارة الأمريكية باستخدام وكلاء لتحديد من المنتصر، إيران مقابل إسرائيل، واليابان مقابل كوريا الشمالية، وروسيا مقابل دول الاتحاد الأوروبي دون الصدام المباشر بين البلدين، وما هو موقع العرب في حال نشبت حرب عالمية؟