Image

كشفت حجم المؤامرة الايرانية على اليمن.. "مخلفات حربية " تفجر الأوضاع في رازح صعدة

أكدت مصادر محلية في مديرية رازح بمحافظة صعدة "شمال البلاد"، اشتعال المواجهات بين أبناء المديرية وميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن مخلفات تصنيع مشبوهة فجرت الوضع في المديرية، بالتزامن مع نشر تقارير دولية حول صناعة الاسلحة الايرانية في اليمن.
 
وأفادت، بأن التصعيد الذي تقوم به عناصر الميليشيات الإرهابية بحق أبناء منطقة "بركان" في مديرية رازح، يأتي على خلفية رفض الأهالي قيام الحوثيين، بتحديد موقع في المنطقة لدفن "مخلفات صناعية مختلفة"، ستؤثر على أهالي المنطقة والمديرية بشكل عام.
 
وأشارت المصادر، إلى ان الميليشيات تسعى لتحويل منطقة "بركان" إلى مقلب لمخلفات صناعتها السرية التي تشرف عليها عناصر وخبراء ايرانيين ومن حزب الله اللبناني، من بينها "مخلفات تجارب عسكرية ايرانية"، فضلا عن مخلفات لصناعات مشبوهة تقوم بها الميليشيات في مناطق عدة بصعدة وعمران وصنعاء.
 
حصار لطمس الجريمة 
وذكرت المصادر، بأن الميليشيات تواصل حصار المنطقة بالاطقم والمدرعات، من خلال قطع الطرق الرابطة والمؤدية إلى المنطقة، ويمنعون السير فيها تماماً في إطار حصار مستمر لليوم الثالث، وتسعى لطمس آثار جريمتها التي تهدد حياة السكان والحياة بشكل عام جراء تلك المخلفات.
واشارت إلى قيام الميليشيات باختطاف واعتقال أبناء المنطقة القادمين او المغادرين منها، ونقلهم إلى جهة مجهولة، بهدف اسكات أصواتهم المهددة لمساعيها الاجرامية بحق أبناء "بركان" والمديرية وصعدة واليمن بشكل عام.
 
وأكدت رفض أهالي المنطقة والمديرية، لمساعي الميليشيات الايرانية، لتدمير الحياة في مناطقهم، وناشدوا المنظمات الدولية للوقوف إلى جانب قضيتهم رفضهم تحويل مناطقهم الزراعية إلى "مكب للنفايات السامة"، كما طالبوا بتشكيل لجنة من خبراء دوليون لفحص تلك المخلفات، والضغط على ايران لمنع جلبها إلى اليمن.
 
يذكر ان زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي المحاط بعناصر استخباراتية ايرانية، يشرف على مساعي ايران القتالية في اليمن التي تتخذ من صعدة القريبة من الحدود السعودية منطلقا لها، خاصة وان تقارير دولية تحدثت عن حجم التصنيع العسكري الايراني في اليمن، والمنتشر في مناطق نائية في صعدة وعمران.
 
تهريب الاسلحة 
وفي هذا الاطار تواصل ايران ارسال القطع الحربية التي تدخل في صناعات قتالية تستخدمها الميليشيات ضد اليمنيين وجيران اليمن، بعد اعادة تركيبها في ورش ومصانع صغيرة يشرف عليها ايرانيين ومن حزب الله، في صعدة.
 
ويتم تهريب تلك الاسلحة عبر السواحل الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وحليفتها جماعة تنظيم الاخوان في اليمن "حزب الاصلاح"، وعبر منافذ برية، ومنها ما تم ضبطه مؤخرا من قبل البحرية الفرنسية والامريكية في المياه الدولية.
 
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنّ قوات بحرية فرنسية خاصة تمكنت من ضبط زورق محمّل بالأسلحة والذخيرة الإيرانية في خليج عمان، كان في طريقه إلى جماعة الحوثيين في اليمن، وذلك في إطار جهد دولي لمنع تهريب الأسلحة للجماعة.
 
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ القوات الفرنسية أوقفت زورقاً في 15 يناير الجاري، وعثرت فيه على أكثر من 3 آلاف بندقية ونصف مليون رصاصة و20 صاروخاً مضاداً للدبابات.
 
إحباط 4 عمليات 
وفي هذا المجال، أعلنت القيادة المركزية الأميركية اعتراضها 4 عمليات تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين خلال الشهرين الماضيين. أشاد قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي، بضبط الأمن اليمني مؤخراً 100 محرك للطائرات المسيرة كانت متجهة إلى الحوثيين.
 
مشروع إكليد
من جانبه سلّط مشروع إكليد الأمريكي لتحليل الأزمات الضوء على وقائع تتعلق بتعاظم تدفق التكنولوجيا الإيرانية لتعزيز القدرات التسليحية لميليشيات الحوثي، وعلى السيناريوهات المستقبلية للحرب باليمن في ظل تعنت الجماعة الإرهابية. 
 
وأكد تحليل نشره مشروع أكليد أنّ خبرات إيرانية تتواجد في صنعاء وصعدة عملت خلال الأعوام الماضية من عمر الأزمة اليمنية على تطوير صواريخ بعيدة المدى وقدرات طائرات بدون طيار لصالح الميليشيات الموالية لطهران.
 
وقال التحليل الحديث: إنّ طهران وسّعت عمليات نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى الحوثيين، من أجل توسيع ساحة التنافس بين القوى الإقليمية، ومساعدة الحوثيين على ضرب أهداف وبنية تحتية مدنية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
 
وأوضح مشروع أكليد أنّ الفترة من أيلول (سبتمبر) 2016 حتى 2018، كشفت التقارب الحوثي الإيراني من خلال تطور صناعة الصواريخ المحلية بشكل رئيس، وتوسيع الأهداف العسكرية المستهدفة من قبل الحوثيين. وعقب هذه الفترة وتحديداً من العام 2019 حتى العام 2022 استخدمت الميليشيات الحوثية أسلحة جوية عالية الدقة بعد تطويرها من إيران من أجل شن هجمات على السعودية.
 
وأكد التحليل الأمريكي أنّ مخزون الصواريخ والطائرات المسيّرة والأسلحة الإيرانية المقدمة للميليشيات الحوثية غير محدود، في ظل تدفق الدعم الإيراني عبر موانئ اليمن البرية والبحرية، موضحاً أنّه في آذار (مارس) 2015 نقل جسر جوي بين طهران وصنعاء مدربين ومعدات من الحرس الثوري إلى العاصمة اليمنية، وقامت سفينة شحن إيرانية بتفريغ (180) طناً من المعدات العسكرية في ميناء الصليف على البحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، صعّدت إيران من تهريب الأسلحة الصغيرة ومكونات الصواريخ عبر الحدود البرية اليمنية.
 
كارثة الهدنة
وأكد التحليل ان الهدنة الأخيرة منحت الحوثيين إمكانية تجديد مخزوناتهم من الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع تطوير تكنولوجيا جديدة بمساعدة إيرانية.
 
وأوضح التحليل الأمريكي أنّ الحوثيين استغلوا اتفاق الحديدة المبرم في نهاية 2018 من أجل إيقاف الهجوم الشامل على مدينة الحديدة الساحلية. كما استغلوا وقف إطلاق النار لعرض التطورات التكنولوجية وتكرار تكتيكهم المتمثل في "التصعيد من أجل التهدئة".
 
وأكد التحليل أنّ الهدنة الأخيرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان (أبريل) 2022 وانتهت في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، منحت الحوثيين إمكانية تجديد مخزوناتهم من الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع تطوير تكنولوجيا جديدة بمساعدة إيرانية.