Image

"الفقر" يرفع نسبة اليمنيات العاملات بالمنازل

دفعت الحالة الاقتصادية المعيشية المتردية والناتجة عن فساد الحكام المتقاسمين "للمناصب والمكاسب"، النساء في اليمن، للعمل كخادمات في المنازل، لتوفير لقمة العيش لأسرهن، وفقا لمصادر محلية متعددة.
 
وذكرت "أم محمد" لـ "المنتصف نت"، ان الفاقة والجوع الذي باتت تعيشها مع أطفالها الأربعة، في ظل أوضاع اقتصادية وغلاء معيشية وارتفاع اسعار السلع والخضروات، دفعها للعمل في المنازل من اجل توفير الحد الأدنى من قوات اطفالها.
 
وتسرد الأم التي تعدت العقد الرابع من عمرها، أنها خلال الأشهر الأربعة الماضية، لم تعد تقدر على توفير ثلاث وجبات من الطعام المكونة من "أرز وطبيخ البطاطا" لأطفالها، نتيجة ارتفاع أسعار الارز والخضروات بشكل كبيرة، في ظل غياب زوجها الذي فارقها قبل عامين للبحث عن عمل، وانقطعت أخباره عنها.
 
وتواصل :" لم يعد لنا أي مدخول لكي نبقى على قيد الحياة في ظل الظروف التي نعيشها ويعرفها الجميع وساكت عنها، لا مرتبات او معونات او مساعدات ، ولا حتى رحمة في نفوس الناس المقتدرين، اما الذين يعانون مثلنا الفقر والجوع، فقد بدأوا ينافسون على أعمالنا البسيطة.
"
وتعيش العديد من المدن اليمنية بما فيها عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها، حالة بؤس وفقر كبير، في ظل تقارير دولية تتحدث عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى اكثر من 80 بالمائة، واتساع رقعة الجوع وانعدام الأمن الغذائي، لتشمل 17 مليون من أصل 30 مليون يمني.
ووفقا لإحصائيات محلية في عدن، فإن واحد من أصل عشر نساء بدات العمل في المنازل، للحصول على دخل يؤمن لها وأسرتها قوت يومها، فيما تتراوح أجورهن ما بين 30 الف إلى 70 الف ريال يمني شهريا.
 
وتقول "أم محمد"، انها ونساء كثيرات توجهنا مؤخرا إلى ممارسة العمل في المنازل "خادمة"، من اجل توفير الجزء البسيط من الاكل لاسرهن، وان معظم النساء اللواتي دخلن هذا المجال، كن مرتاحات في السنوات الماضية، وأيام ما اسمته "الزمن الجميل" في اشارة واضحة لعهد نظام الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح.
 
وعن امنيتها في العام الجديد 2023، قالت وبدون تفكير او تردد" العودة إلى ايام زمان، أيام الأمن والأمان والقدرة على العيش، والستر والشراء والأكل بدون خوف من بكره".
ولا يتوقع ان تتحقق أمنية "أم محمد" في ظل الصراعات وتعدد مراكز القوى التي افرزتها فوضى 2011، وما تلاها من انقلاب للميليشيات الحوثية، واستحواذ عناصر حزب الاصلاح "ذراع تنظيم الاخوان في اليمن"، على الثروة والسلطة وتقاسمها مع الحوثيين في بعض المجالات، حسب المصالح بين الطرفين.
وتحت وطأة الصراعات والقتال، وتقاسم المصالح ، بين شركاء الفوضى، تستمر الحياة بطعم ومذاق لم يعهده اليمنيين من قبل، يمتزج بالمآسي والانتهاكات وفوق كل هذا يتهدد الجوع العديد منهم، فيما  لا تلوح في الأفق نهاية تحقق لهم الجزء اليسير من السلام الاجتماعي والاستقرار المعيشي، ويظل اليأس والإحباط والخوف من عدم القدرة البقاء على قيد الحياة، خاصة وأن أدوات الفساد والإجرام ما زالت مسيطرة وتزداد توحشا بحق البسطاء.