Image

إفرازات فوضى 2011 في اليمن... فاسدين وقتلة

طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي وعلى حسابات عدد من الناشطين والمهتمين بالشأن اليمني، خلال اليومين الماضيين، بنشر صور لامرأة "شبه عارية"، سموها "إحدى خريجات ساحات 11 فبراير"، في إشارة واضحة للفوضى التي أحدثتها الجماعات الإرهابية حينها ضد الحكومة والدولة اليمنية الشرعية والمنتخبه.
 
ووفقا لما نشر، فإن ما تسمى الناشطة في فوضى 2011، باليمن، "هند قطران"، نشرت صورا لها وهي بملابس شبه عارية تسبح مع عشيقها في أحد المسابح، معللة ذلك بأنه "دعم لحبيبها وعدم هز ثقته بها، ولإيقاف كل من يسعون للتفريق بينهما كحبيبين وتوجه رسالة بأنهما حبيبان للأبد".
 
استغراب غير مبرر
ومع استغراب الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل من فعل "خريجة الساحات"، وهو استغراب غير مبرر، حيث أن معظم من كانوا يقودون ساحات الفوضى باتوا اليوم يمارسون العديد من الأنشطة المشبوهة، وعبر فصيلين رئيسين أوصلا اليمن وما تبقى من اليمنيين إلى حافة الجوع.
 
فعقب نجاح فوضاهم في تقويض أركان الدولة اليمنية، وتدمير مؤسساتها بالكامل، تقاسم رفقاء الفوضى في ساحات اليمن المغانم شمالا و جنوبا، تاركين الشعارات الفارغة التي رفعوها خلال الفوضى الممولة من دول إقليمية، وعلى رأسها قطر وتركيا وإيران، تاركين الشعب اليمني بين قتيل وجريح وأصحاب عاهات مستدامة، وكادحين يبحثون عن لقمة العيش بشق الأنفس، وآخرين في براميل القمامة التي يرمي بها كبار قادة الساحات الأثرياء.
 
المليشيات وثراء القوة 
ففي العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، المدعومة من إيران، باتت عناصر خيمات ما يسمى "الصمود"، التي كانت تنتشر في ساحات صنعاء وغيرها من المناطق التي عمتها فوضى 2011، تسيطر وتتحكم بكل مؤسسات الدولة الإرادية في مناطقها: اتصالات وإنترنت، وضرائب زراعية، وفرض جمارك جديدة، إلى جانب تحكمها بعمليات الموانئ في الحديدة، فضلا عن نهب ومصادرة أراضي الدولة، قبل أن تشرع حاليا في مصادرة اراضي القبائل.
 
والمتتبع لغنائم الحوثيين، أحد فصائل الفوضى الإخوانية، بات لديه يقين تام بأنه تم تضليل المجتمع المحلي والإقليمي والدولي حينها، عبر الشعارات التي رفعوها في ساحات الفوضى، بأنها كانت عبارة عن وسيلة للحصول على السلطة والثروة، وتوزيعها على عناصرها دون بقية أبناء اليمن.
 
واليوم، يتمتع كبار قادة المليشيات الحوثية، من إرهابيين وقتلة وقطاع طرق وتجار مخدرات، بثروة اليمن لحسابهم الخاص دون غيرهم في المناطق الأهم سكانيا وتجاريا ونشاطات مختلفة، فيما الشعب يموت جوعا وينتظر معونات المنظمات الإنسانية الدولية، التي هي الأخرى لم تسلم من النهب والمصادرة من قبل عناصر الحوثي، أو أنصار الاخوان.
 
ووفقا لتقارير دولية ومحلية، فقد عمدت المليشيات عقب انقلابها في العام 2014، للسيطرة على مؤسسات الدولة المختلفة فدمرت بعضها، وأغلقت ىخرى، واستغلت الإيرادية منها، وأنشأت امبراطورية مالية كبيرة تحت نفوذ القوة والسلاح الإيراني. فإلى جانب الأسواق البديلة للنفط والغاز، نهبت عقارات الدولة ومارست عمليات غسيل أموال هي الأكبر في المنطقة العربية، لتظهر حاليا قصورا وعمارات، ومولات ومحلات تجارية، ومحطات بترول وغاز، كلها مملوكة لقيادات حوثية، في مناطق سيطرتها.
 
والحديث عما حصلت عليه عناصر سيد الكهف عبدالملك الحوثي بعد حصولها على إذن من امير قطر للمشاركة في فوضى 2011، إلى جانب عناصر الإخوان "حزب الإصلاح"، يحتاج إلى موسوعة من عشرات المجلدات.
 
الثراء تحت مظلة الشرعية
وفي الجانب الآخر، ومن الشريك الرئيسي في فوضى 2011، عناصر تنظيم الإخوان "حزب الإصلاح"، فقد وصلوا إلى القمة في الثراء والحصول على المناصب، من خلال مظلة ما سمي حينها "الشرعية"، فحققت أطماعها ونفذت أجندتها المستقاة من مكتب المرشد في قطر وتركيا.
 
وزراء بصفة ناهب 
ومنذ تسليم السلطة للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أواخر العام 2012، تولت عناصر الإخوان "الإصلاح"، الذين كانوا في الساحات، المناصب، من رئيس الحكومة حتى أصغر رئيس قسم في مؤسسات الدولة، قبل أن ياتي الحوثيون للتقاسم معهم على المناصب الحكومية.
 
وعقب انقلاب الشريك عليهم في سبتمبر 2014، تحولت عناصر الإخوان للسيطرة الكاملة على الوظيفة الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والمستمر حتى اليوم، ومارست شتى أنواع الفساد الذي كشفته تقارير دولية، بينها تقرير لجنة العقوبات الدولية، وأخرى في مؤسسات "أوكسفام، والشفافية والنزاهة الدولية، وصندق النقد والبنك الدولي"، فضلا عن تقارير صادرة عن وسائل إعلام تابعة لدول التحالف العربي.
 
ومن رأس الهرم، نائب الرئيس السابق علي محسن الاحمر، مرورا بمدير مكتب هادي عبدالله العليمي، الذي بات اليوم عضوا في المجلس الجديد، حتى أصغر موظف في شركة صافر في مأرب، إلى توزيع الرتب العسكرية ومناصب قيادة الجيش بين المعلمين والفقهاء والمقاوتة وسائقي المركبات من عناصر الإصلاح، وقيادة المؤسسات الخدمية ذات المردود المالي اليومي، صولا إلى تجارة العيسي واستحواذه على العمليات النفطية في مناطق اليمن المختلفة، تجلت بطولات الإخوان في نهبهم للمال العام. 
 
ووفقا لمتابعين للشأن اليمني، فقد نشأت شركات صرافة بالعشرات مملوكة لعناصر الإصلاح في المناطق المحررة، كما حدث في مناطق الحوثيين، أهمها شركة "إنماء" المملوكة للقيادي من الساحات الإخواني عبدالله العليمي "خطيب ساحة"، فيما نشأت مراكز دراسات وهمية لقيادات وعناصر من الساحات، في حين منحت مناصب الحكومة مثل رئيس الحكومة الحالي معين عبدالملك، من الساحات، وسبقه ياسر الرعيني وزير دولة، وصولا لاستحواذ عناصرهم على وسائل الاعلام الرسمية ووظائف مكتب الرئاسية، التي أشرف عليها القيادي الإصلاحي نصر طه مصطفى.
 
 
فساد الأحمر   
 وظل الحديث عن الفساد في الشرعية مرتبطا ارتباطا وثيقا بالقيادي الإخواني نائب هادي سابقا  علي محسن الأحمر، حتى وصل به الأمر إلى نهب مرتبات كشوفات جيشه الوهمي في المناطق العسكرية السابعة والثالثة والخامسة، والتي تحدثت عنها وسائل إعلام خليجية وعربية قبل اليمنية، والبالغة 156 مليون ريال سعودي، قبل أن يتم إزاحته على ضوء تلك الفضيحة.
 
وظل الأحمر يستخدم أوراقه وعناصره في إفساد جميع المنشآت الحكومية خاصة قطاع النفط والغاز، الذي مازال يستحوذ على نصيب الأسد من عائداته حتى اليوم، من خلال شركاته العاملة في مجال التنقيب وإنتاج النفط، وصولا إلى عائدات شركة صافر النفطية التي تتخذ من مأرب معقل الاخوان مقرا لها، إلى جانب عقود الطاقة المشتراة، وفضيحة السيولة في البنك المركزي بعدن، والمتاجرة بالعملة حتى أصبحت في الحضيض أمام العملات الأجنبية، فضلا عن استحواذ عناصر الإخوان على المنافذ الجمركية البرية والبحرية، إلى جانب حصولها على مرتبات بالدولار والريال السعودي لعناصرها التي تم توظيفها عقب فوضى الساحات خاصة في المجال الدبلوماسي.
 
مكاسب توكل 
شكلت توكل كرمان، أحد أهم نشطاء ساحات الفوضى في العام 2011، ظاهرة فريدة في حصولها على مكاسب فاقت المال وصولا إلى جائزة نوبل للسلام، التي تم منحها إياها على ضوء علاقتها بالموساد والماسونية العالمية.
 
فقد تحدثت تقارير إعلامية عدة، خلال الفترة الماضية، عن مكاسب توكل كرمان من قيادتها للفوضى وتسببها بمقتل العشرات من أبناء الساحات، ومنها ارتباطها بوزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون، التي قادتها إلى الغرف المغلقة في كواليس منح جوائز نوبل، والمتحكم بها كما هو معروف "الماسونية والصهيونية العالميتان".
 
وعقب نجاح مساعيها في تدمير الدولة اليمنية الحديثة، وخلق الفوضى التي قضت على الآلاف من اليمنيين وشوهت آلافا أخرى منهم عبر الحروب التي نشأت نتيجة "فوضى الساحات"، حصلت على مكافأة مالية كبيرة من تركيا وقطر، وتم تأسيس شركة إعلام كبيرة لها في اسطنبول التركية، نتج عنها قناة بلقيس ومؤسسة توكل.
 
كما تم منح توكل "الجنسية الإيطالية"، وعند السؤال عن السبب في منحها جنسية إيطالية، يأتي الجواب بأن إيطاليا مركز المافيا الدولية ومركز الماسونية، إلى جانب تركيا كما هو معلوم لدى العالم أجمع، وهنا يتضح سبب منحها "نوبل" بشكل جلي.
 
عقارات تركيا
ومؤخرا، ظهرت تقارير صادرة عن مؤسسات حكومية تركيا، تتحدث عن حجم الاستثمارات التي تدفقت من العناصر الإخوانية القادمة من اليمن، والمستغرب حجمها في ظل الحديث عن "المجاعة" في اليمن، والتي تتحدث عنها المنظمات الدولية.
 
فقد تحدثت إحصائيات تركية عن استحواذ وامتلاك عناصر الإصلاح في اليمن "قادة ساحات الفوضى"، 500 بالمائة من العقارات المباعة على أجانب في مدن تركية منذ العام 2015.
 
وبدون ذكر حجم العقارات المملوكة لهم في مصر وغيرها من الدول، فقد ذكرت هيئة الإحصاء التركية (جهة حكومية)، في تقرير لها في ينار الجاري، حمل بيانات إحصائية، أن حاملي الجواز اليمني اشتروا (1202) عقاراً خلال العام الماضي من مناطق تركية مختلفة واحتلوا المرتبة الثالثة بعد العراق الذي جاء أولاً على مستوى الجنسيات العربية بـ(6241)، والكويت ثانياً عربياً بـ(1671) عقاراً.
 
أخيرا.. وبدن أدنى شك يتضح لجميع اليمنيين وغيرهم في المنطقة والعالم بأن قادة الفساد المستشري في اليمن، فضلا عن قادة القتل والدمار وانتهاك الحريات، والمتسببين بانهيار الخدمات وضياع الحقوق والحريات لليمنيين، هم نفسهم قادة "ساحات الفوضى" في 2011، المنادين بالحرية والحياة المدنية وغيرها من الشعارات الباطلة التي اريد بها فساد ودمار وتجويع اليمنيين، كما هو حاصل اليوم في جميع المناطق اليمنية دون استثناء.