ضد من يتظاهر الحوثيون..؟!
في ظل الهدوء القائم بين الهدنة واللاهدنة في أزمة الانقلاب على الشعب والدولة الذي قامت به جماعة الحوثيين المتمردة، استغرب الكثير من المواطنين اليمنيين إقدام الحوثيين على تنظيم مسيرات إجبارية، يرغمون موظفي الدولة على المشاركة فيها، تحت تهديدات بتجريدهم من درجاتهم الوظيفية، وتحت مسميات وعناوين هذيانية لا علاقة لها بالشعب اليمني ولا بما يجري اليوم في حقه من تجريف للدولة ومؤسساتها ومقدراتها ومواردها..!!
الجمعة الماضية وبدون مناسبة أو مبرر، فاجأت العصابة الحوثية المواطنين بتنظيم مسيرة (ضد أمريكا واسرائيل!!) حسب زعمهم، وكأن أمريكا واسرائيل هما من يصادران مقدرات البلاد وشرعيتها ويشنان عمليات النهب المنظم للمواطنين ويتسببان فيما لحق باليمنيين من جوع وفقر وتشرد داخل البلاد وخارجها، وليس المتسبب في ذلك جماعة متسلطة ومتمردة على كل القيم والمواثيق والشرعيات الطبيعية..!!
والمتابع للشارع اليمني والرأي العام داخل المحافظات اليمنية وخصوصا تلك التي تحت سلطة الحوثيين، يلحظ التذمر والشكوى والغضب أيضا في كل مجلس ومناسبة ووسيلة تواصل ومواصلات، وقد أصبح ذلك الرفض اليوم معلنا ومشاعا ومذاعا بشكل صريح وموثق حتى على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كان إذا وجد فبتمتمة خافتة وحذر شديد، خشية بطش الجماعة الحوثية الإرهابية، التي تحكم سيطرتها على الدولة والشعب بقوة الحديد والنار..!!
لقد أصبح الرأي العام اليوم مدركا حق الإدراك بما تقوم به الجماعة من محاولات إلهاء وشغل للشعب، عن أهم قضاياه الحيوية والمصيرية.. ففي سابق الأوان كانت العصابة تتذرع بمواجهة ما تسميه العدوان وبدعم المجهود الحربي ضد أمريكا واسرائيل حسب زعمها، وهي تنهب المواطنين وتبتكر أخبث وأذكى الوسائل لابتزازهم ونهب مقدرات البلاد وممتلكات العامة والخاصة ورواتب الموظفين، وعندما جسدت الهدنة غير المسماة، وتوقفت الحرب ولم يعد من داع لمثل تلك الدعاوى، وجدت العصابة نفسها مضطرة لابتكار مسميات ومناسبات وشعارات إلهائية، تنزع بها من على كاهلها ما يجب أن تضطلع به من مسئوليات ومهام تجاه الشعب الذي تدعي أحقيتها في حكمه وإدارة دولته.