Image

إعلام أجنبي: هل حان وقت وقف الحرب السعودية – الايرانية في اليمن؟

يتواصل الحديث يمنيا وعربيا ودوليا عن المشاورات بشأن التهدئة في اليمن، في ظل استمرار التحركات الدبلوماسية الغربية لمساندة جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرودبيرغ، في هذا الإطار.
وفي هذا الصدد، تناولت وسائل إعلام أجنبية تلك التحركات وما يدور من حديث حول قرب التواصل إلى اتفاق بين مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة ايرانا في اليمن، والمملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا ضد الحوثيين منذ العام 2015.
 
"إنهاء الحرب"
يرى تقرير نشره موقع قناة "بي بي سي" البريطانية على الإنترنت، أن الحديث عن إحراز تقدم في الشأن اليمني جاء هذه المرة على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الذي قال إنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن، وإن الصراع المستمر منذ ثمان سنوات لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية، وأن هذا يجب أن يكون محور التركيز.
وأضاف الوزير السعودي أن "بالإمكان القول إن هناك تقدما يحرز لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به".
"انعدام الثقة"
وينقل الموقع القناة الإخبارية، المقربة من المخابرات البريطانية "بي بي سي"، عن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ أن "انعدام الثقة لا يزال قائما وإن إنهاء الحرب في اليمن ليس أمرا سهلا"، إلا أنه يستدرك وفقا للموقع قائلا: "لكن تم اتخاذ خطوات جادة في الآونة الأخيرة وهذا شيء نحتاج جميعا للبناء عليه".
 
ووفقا لتقرير "بي بي سي"، فإن الرياض تسعى للخروج من الحرب المكلفة التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة، كما أنها مصدر للتوتر مع الولايات المتحدة.
 
علاقة سعودية - حوثية
ويشير التقرير إلى أن السعودية والحوثيين أجريا، العام الماضي، محادثات مباشرة سهلتها سلطنة عمان في أعقاب الهدنة الأولية التي رعتها الأمم المتحدة في أبريل من العام الماضي.
وتسعى الرياض لبناء علاقات مع الجماعة، التي تمسك بزمام السلطة فعليا في شمال اليمن وتسيطر على مساحات شاسعة من الحدود مع السعودية.
ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية السنية وإيران الشيعية.
 
"قمة أبوظبي"
وتطرق تقرير "بي بي سي" إلى قمة أبوظبي التي ضمت إلى جانب الإمارات التي دعت لها "مصر والبحرين والأردن وقطر"، مشيرة إلى أن تصريحات الوزير السعودي تزامنت مع غياب سعودي وكويتي عن القمة، ما يدلل على استمرار الخلافات السعودية – الإماراتية حول ما يجري من مشاورات بشأن اليمن.
ويرى محللون أن السعودية دخلت اليمن بهدف توجيه ضربة غير مباشرة لإيران عدوها الإقليمي، عبر القضاء على حلفائها الحوثيين، في حين كان دخول الإمارات على ما يبدو لأهداف مغايرة تماما، منها السيطرة على الموانئ اليمنية، ومحاربة جماعة الإخوان المسلمين وأن ذلك بدا جليا عبر تمركزها في جنوب اليمن، وتدريبها لقوات تابعة للانتقالي على مدار سنوات.
 
خسائر يمنية في صراع اقليمي
وتناول تقرير "بي بي سي" ما تسببت به الحرب في اليمن، نقلا عن إحصائية للأمم المتحدة، تتحدث عن مقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.
 
واختتم التقرير بوضع تساؤلات منها: هل باتت السعودية جاهزة لإنهاء حرب اليمن؟ ولماذا؟ وهل تنجح مفاوضات السعودية مع الحوثيين؟ ولماذا؟ هل يقف الخلاف السعودي الإماراتي عائقا أمام إنهاء الحرب؟ ولماذا؟
 
"عمل يتعين القيام به"
من جانبه، تناول موقع قناة "دي دبليو" الألمانية تصريحات الوزير السعودي في "دافوس" حول السلام في اليمن، مشيرا إلى وجود "تقدم يحرز لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به"، لافتا إلى وجود تقدم صوب إنهاء حرب اليمن، وأن هناك المزيد ينبغي فعله، بما في ذلك إعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
 
سعوديون في صنعاء
أما قناة الميادين اللبنانية، المقربة من حزب الله والموالية للمليشيات الحوثية في اليمن، فقد نقلت عن مصادر حوثية قولها إنّ "وفداً سعودياً جاء مع الوفد العماني إلى صنعاء، للمرة الثالثة"، واصفاً اللقاء بالإيجابي، ومؤكداً أن "السعودية استجابت لطلب حل قضية الرواتب وفتح المطار والموانئ".
 
"استمرار المعاناة"
وفي ظل كل هذا الحراك والتناول لما يدور في فلك الصراع الدائر في اليمن منذ فوضى 2011، التي تسببت بها عناصر تنظيم الإخوان الدولي، عبر ذراعها في اليمن حزب الإصلاح، تظل "معاناة اليمنيين" مستمرة دون الالتفات لها من قبل مختلف الأطراف.
 
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن الحديث عن أي مشاورات أو اتفاق بين الأطراف المتناحرة، ذات المصالح المشتركة، لا يتضمن بشكل صريح "إطلاق النساء المختطفات في السجون"، وفتح جميع الطرق التي تسبب معاناة المدنيين والعودة لصندوق الانتخابات و اطلاق جميع الاسرى. 
 
إلى جانب إعادة ما تم نهبة من "أموال واصول" تابعة للمؤسسات الحكومية، وتسخيرها في خدمة المواطنين الجياع، وصرف المرتبات، وتعويض المتضررين من الفوضى، التي جرت إلى قتال ليس لليمني فيها ناقة ولا بعير، لن يكتب نجاح لأي اتفاق او تفاهمات لا تشمل معالجة كل القضايا المتعلقة بتعويض المواطن على ما فقده خلال العقد الماضي، ومحاسبة المتسبب بها.