المخلصون تهمشهم أحزابهم ومكوناتهم

02:11 2023/01/14

من المعلوم أن أعضاء أو منتسبي أي حزب أو تجمع أو مكون سياسي أو اجتماعي أو إعلامي يتكونون من شريحتين، الأولى شريحة الأوفياء والمخلصين الذين يقدمون التضحيات ويعملون بكل جهودهم وإمكانياتهم من أجل رفعة وعلو أحزابهم أو مكوناتهم وهم ممن لا يبحثون عن المناصب أو المكاسب ولا ينتظرون مقابل أو جزاء لأعمالهم وجهودهم وإخلاصهم، والشريحة الثانية من أصحاب المصالح الذين يبحثون عن المكاسب والمناصب ولا يهتمون بمكانة ورفعة وعلو أحزابهم ومكوناتهم وإنما يبحثون عن تحقيق مصالحهم على حساب أحزابهم ومكوناتهم.
 
ومن خلال ما نشاهده في تعامل الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية وغيرها من المكونات مع أعضائها ومنتسبيها، نلاحظ أنها تهمش الأعضاء والعناصر الفعالة والمتحمسة والمخلصة ولا تهتم بها كونها متفاعلة ومخلصة من ذات نفسها وبدون أي مقابل بينما تقرب وتسلم المكاسب والمناصب لغير المخلصين من الأعضاء المتذبذبين والمتقلبين والغير موثقين ظنناً منها بأنها ستكسبهم وسيكونون سنداً وعوناً لها. 
 
ولا تعلم أن هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يكونوا مخلصين لها وإنما هم مخلصون لاحتياجهم له كونها في نظرهم وسيلة لتحقيق مصالحهم وأهدافهم وبمجرد أن تتغير احتياجاتهم أو تغير مواقعهم في تلك المكونات يتغير إخلاصهم وانتماؤهم. 
 
وبسبب هذا التهميش والسياسة السلبية والخاطئة لهذه الأحزاب والمكونات، فإننا نشاهد كوادرها السياسية والاجتماعية والإعلامية المتخصصة والمخلصة والوفية مهمشة وبعيدة عن مواقع العمل والقيادة التي يجب أن يكونوا فيها وهو ما يؤدي إلى فشل وإخفاق هذه الاحزاب والمكونات التي تقرب من لا يستحق التقريب وتبعد من يستحق التقريب ولا يستحق التبعيد.