تحرير صنعاء .. الحل للملف الإنساني

03:51 2023/01/13

إن السلام الشامل مطلب القوى السياسية اليمنية والمجتمع العربي والدولي. لذلك يقدم الجميع التنازلات تلو التنازلات، إلى درجة أصبح الشعب يراها خذلانا واستسلاما، بل تنازلا عن حقوقه في الحياة لصالح ذراع إيران، ودعما لمشروع الموت الذي يقاتل ويدمر ويقتل من أجله هذا الذراع الذي يخنق الناس ويسفك الدماء في مناطق سيطرته أو بالمحافظات المحررة، لذا نجد مسيراته وصواريخه لا تفرق بين المناطق العسكرية والقتالية عن الأحياء المدنية وكل هدفه إراقة الدماء وأن تكون كلفة الفاتورة عالية، لأن أيديولوجيته مشروع الموت من أجل تحقيق الطموح لنظام إيران في استعادة الهيمنة الفارسية على المناطق العربية.

إن الدعوة للسلام لا تتوقف من العالم وتنفيذ شروط عصابة الحوثيين ومطالبهم التي تصب فقط في صالحهم بما يخدم ديمومة مشروعهم التكفيري والتدميري. بالمقابل، يزداد الشعب جوعا والتنكيل فيه دون رحمة بشكل يومي. ولا تتورع مليشيا الحوثي الإرهابية فوق ذلك عن تهديد طرق الملاحة البحرية الدولية.

لا يوجد اتفاق نفذه الحوثيون من بدء وجودهم أو الحرب إلى اليوم. ومع كل نقض للعهود يسوقون المبررات الإنسانية واتفاق السويد خير شاهد و الذي سوقوا المبررات الإنسانية فيه ورضخ الجميع في سبيل التخفيف عن الشعب وتحققت مطالبهم كلها، ولم ينفذوا شيئا. حتى بعثة الأمم المتحدة طرحوا عليهم رقابة لصيقة وقيدوا حركتهم. نعم أخذ الحوثيون كل شيء ولم يعطوا شيئا. فإيرادات النفط لهم والجمارك والضرائب والزكاة وغيرها لطشوها، وقد كانوا ملتزمين بتوريدها لصالح المرتبات. والآن رفعوا سقف مطالبهم وسيظلون يرفعون طالما وهناك من يعطيهم الأمل ويسوق لرغباتهم وعدم وجود ادارة حقيقية وذات خبرة في ادارة الحرب و الدوله و الازمة السياسية كما يصفها الغرب و لا اتفق معاهم. وبالمقابل، الصف الجمهوري في اختلاف وتباينات ومحاصصة وكيل الاتهامات، متشبثين بأحقاد الماضي الذي أوصلنا إلى هذا المستوى المدمر للشعب والوطن.

إن الحوثيين يسوقون الملف الإنساني بهدف انحراف كلي لأصل القضية اليمنية، وهي انقلابهم على الشرعية والدستور اليمني وابتزاز المجتمع الدولي الذي يدرك أن مشكلة الملف الإنساني في اليمن هو عصابة الحوثي الإرهابية، فهى من تفرض الجبايات وتقطع الطريق وتنهب المرتبات وتخفي المواطنين وتعتقل بشكل يومي النشطاء السياسيين أو الاعلاميين، بل إنها وصلت لاعتقال شباب بسبب منشور في مجموعات الواتس اب.

إن الملف الإنساني يبدأ الحل فيه بتحرير صنعاء من قبضة هذه المليشيا المجنونة التي لم تترك الشجر والحجر والبشر دون نهب و سلب أو اعتقال، بل إنها أخذت حتى اللقمة من افواه اليمنيين، فكيف يمكن أن نصدق عصابة سرقت الفقراء والأغنياء والموظفين ولم نشهد لها عهدا أو ذمة أو اتفاقا منذ وجدت، فكيف لنا أن نصدق القاتل أنه ارتكب جريمته رحمة بالضحية. لذا فإن الحل الوحيد هو تحرير صنعاء من ذراع إيران القاتل من أجل معالجة الملف الإنساني في اليمن.