Image

تعز مدينة الاشباح تحكمها عصابات النهب والقتل

تعز اليوم غير تعز الأمس، كل شيء فيها تغير وأصبحت غريبة على أبنائها الذين أجبرتهم الحرب على النزوح وترك مدينتهم للعصابات والبلاطجةالذين عاثوا فيها النهب والقتل وطمس هويتها الثقافية. "المنتصف" أجرى استطلاعا مع عدد من أبناء تعز ممن كانوا حالمين بالعودة إلى مدنتهم ليجدوا ىنفسهم غرباء على مدينة يحكمها البلاطجة او ما يطلق عليهم (المفصعين).

                                                 انتشار الجرائم

يقول الناشط الحقوقي أمجد سعيد: تعز التي كانت لا تنام الليل أصبحت بعد المغرب مدينة أشباح. الخوف يكتنف سكانها نتيجة انتشار الجرئم والبلطجة والأمن المنفلت. بعد المغرب تتحول طبيعة الحياة فيها، ناس غير الناس ووجوه غير الوجوه  مسلحون ومحببون تجدهم في الأزقة ينتشرون متخذين أركان الحارات مقايل ومصدر إزعاج للساكنين برفع أصوات الاغاني والزوامل. وعلى السكان تقبل الإزعاج والفوضى بقلب رحب.

                                             عصابات باطقم عسكرية

اما محمد سليم من سكان شارع المغربين يقول مشاهد عصابات تستقل أطقما عسكرية ومدججة بأنواع وأشكال مختلفة من الأسلحة

اصبحت من المناظر المألوفة، لا أحد يستطيع أن يقول فيهم شيئا حتى وإن مارسوا أعمال البلطجة والابتزاز، والسبب عدم وجود من يتصدى لهم. بل وصل الأمر أن ما يحدث من إقلاق للأمن والسكينة  وسط مرأى ومسمع القيادات الأمنية وقيادة من يسمونه محور تعز.

وللأسف تدعمهم وتدافع عنهم باعتبارهم رجالاتها الذين ينهبون ويفرضون الجبايات في الأسواق تنفيذا لأوامرهم. وأصبح نشر الفوضى مصدرا من مصادر تربحهم عبر تلك العصابات والتي أغلبها ينتمي لقيادة المحور كأفراد ليست وظيفتهم تحرير المدينة والحفاظ على ممتلكات الغير، بل تقع على عاتقهم كسر الأقفال الخاصة بمنازل النازحين ونهب محتوياتها.

حتى أنهم استأجروا محلات لتلك المنهوبات ويتم بيعها في الأسواق أو تهريبها إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. كنا نقول سوف يتحسن الوضع وسوف تصل الدولة بإحداث تغيير في الأجهزة الامنية والعسكرية الداعمة للعصابات المسلحة، خاصة القادمة من شرعب وجبل حبشي، ولكن لا شيء يلوح في الأفق. وزاد الامر سوءا، ولم تتوقف أعمال نهب الأراضي والاستيلاء على منازل الذين نزحوا جراء الحرب إلى مناطق آمنة. وسجلت تعز حوادث تقطع على الكثير من رجال الأعمال والمواطنين والتهجم على القضاء  وارتكاب جرائم القتل بدم بارد. وكلها رسائل أراد داعمو العصابات المسلحة أن يقولوا إن تعز خارج نطاق الدولة وإن المليشيات المحسوبة على الإخوان  هي من تحكمها.

                                          مسلحين للحماية من مسلحين

محمد القرشي، تاجر، يقول: أصبح الواحد لا يأمن على ماله من المتهبشين وأصبحت التجارة في تعز تمارس بقانون الغاب. في أي لحظة تتوقع أن يقدم عليك مسلح شاهرا سلاحه في وجهك لينهبك في وضح النهار. ولهذا تجد أكثر المحلات تستأجر مسلحين لحمايتها. وأصبح المواطن يشعر بالخوف وهو يذهب إلى البقالة لشراء حاجياته ويجد إلى جوار البائع مسلحين يحمونه من المسلحين.

                                                          مهاجمة واختطاف

واما وهيب العاقل فيقول إن عمال الاعتداءات لا تقتصر على  المواطنين فحسب، وإنما على القضاة والأطباء والأمن ومهاجمة بعض المؤسسات الخدماتية واختطاف أصحابها من قبل أفراد يتبعون ألوية عسكرية ومكاتب تنفيذية تابعة للدولة. وكأن هذه العصابات يتوزع أصحابها على الكثير من المؤسسات العسكرية والأمنية والضبطية، وكل منهم يقوم بدور محدد في إطارها.

لا أحد يستطيع أن يوجد حلا لما أصاب تعز من انفلات أمني. وأصبح المواطن لا يأمن على نفسه وماله وعرضه. فإذا كان مدير الأمن هو الآخر طالته البلطجة من قبل غزوان المخلافي الذي يهدده ويتوعده بالتصفية، فكيف له أن يقوم بتعزيز الأمن والاستقرار لأبناء المدينة؟! ففاقد الشىء لا يعطيه. هكذا تقول القاعدة. وتبقى تلك للأجهزة سوط مسلط على رقاب الضعفاء والبسطاء. أما المفصعين فهؤلاء حولوا تعز إلى ساحة للبلطجة وإثارة الفوضى وممارسة أعمال الاغتيالات واستعراض العضلات على كل صغير وكبير من أبناء المدينة، والغريب والعجيب أن جميعهم من المنضوين في ألوية ما يسمونه "الجيش الوطني".

تعز خربت والمجلس الرئاسي والحكومة يتحملون المسؤولية في عدم إصدار قرارات حاسمة في تغيير المنظومة العسكرية والأمنية. أما إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن على تعز السلام، وسوف تصل قيادة الدولة أنها هي الأخرى غير قادرة على اتخاذ أي قرار يعيد للدولة هيبتها. تخيلوا قائد محور تغز خالد فاضل مطلوب إلى النيابة العسكرية في عدن وعليه أوامر قهرية، من سوف ينفذ إذا كانت المدينة يحكمها اللصوص والفاسدون والجماعات المسلحة؟!

                                            تعز طارده لسكانها

والإعلامي محمد سعيد يرى أن تعز في معضلة حقيقية وأن الذي أوصلها إلى هذا الحال من فوضى هم الذين يريدون المواطن أن يعمل مقارنة بين تعز الشرعية وتعز الحوثي. وهنا الخطورة في الأمر. وللأسف، قيادات تعز لم تقدم النموذج للمدينة المحررة، بل جعلوا منها مدينة طاردة لسكانها. حتى أن الكثير من الناس أصبح يعرض بيته للبيع ومغادرة تعز والبحث عن الأمان في مكان آخر.