تعز ما بين الأجندة الإقليمية وتماهي أبنائها سياسيا

12:10 2023/01/07

ما تعيشه محافظة تعز من معاناة صعبة ليس وليد الصدفة، وإنما مخطط له بعناية. فتعز في أجندة القوى الإقليمية والدولية يجب أن تظل تعج بالفوضى مسكونة بالخوف، لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر على استقرار اليمن.
 
ورغم استعانة القوى الدولية والإقليمية بأبناء تعز للعب أدوار ضمن الأجندة، متوزعين ما بين الحوثي المدعوم من طهران  والشرعية المسنودة بالتحالف العربي، إلا أن تماهيهم عما تتعرض له محافظتهم من حصار وما يمارس عليهم من عقاب يضع علامة استفهام عن مدى علاقتهم بمحافظتهم ومدى أهميتها في حساباتهم  السياسية، خاصة أن وجودهم في قمة هرم الشرعية والحوثي بات مثيرا للجدل عن حقيقة انتمائهم لتعز التي تكاد تعيش وضعا استثنائيا لم تعرفه غيرها من المحافظات الأخرى مما تقع تحت إدارة المليشيات أو الشرعية على حد سواء.
 
ويؤكد مراقبون أن ما تتعرض له تعز يتم بمشاركة أبناء تعز أنفسهم فمن أبنائها ممن فضلوا مصالحهم على مصالح المحافظة غير ابهين بحجم الظلم الذي تتعرض له.
 
بينما يرى آخرون أن ما تشهده تعز ليس بمقدور أحد تغيير واقعها، طالما أن ما تتعرض له تقف خلفه قوى دولية وإقليمية. فتعز مصيبتها الجغرافية أكثر من أي أبعاد سياسية أخرى، لكونها حلقة وصل تربط الشمال بالجنوب وتهيمن على أهم المنافذ البحرية وهو باب المندب. واستقرار تعز يعني تقليص الهيمنة الإقليمية والدولية ومقدمة للتخلص من المليشيات لما لهم من تأثير على بقية المحافظات، باعتبارها تتمتع بواقع ثوري ونضوج سياسي.
 
ويرجح العديد من المتابعين للشأن اليمني أن هناك إجماعا على عدم تحرير تعز ومنع أبنائها من لعب أي دور حقيقي لتحرير محافظتهم، ومحاولة استخدامها كعرضة لنقد يعد تجنيا أكثر من كونه تخاذلا  وليس هم من أفسحوا المجال لحزب الإصلاح وطارق عفاش لتنافس على السيطرة على الجزء الواقع تحت سيطرة الشرعية، ولم يتركوا القسم الخاضع للحوثيين، وإنما هناك خطوط حمراء فرضت عليهم لكونها ترى بأن ليس هناك أولوية لتحرير ما هو تحت سيطرة الحوثي ما جعل منها أشبه بمعتقل تأديبي على مواقف أبنائها الوطني حد قولهم.
 
وبحسب تصريح مدير التوجيه المعنوي السابق اللواء محسن خصروف، قال إن ما تمتلكه تعز من قوة عسكرية كافية لتحريرها بشكل كامل، وأن عدد الألوية تبلغ 36 لواء عسكري غير الوحدات الأمنية، وما يعيق تحريرها هو غياب الجدية من التحالف والشرعية على حد سواء.
 
فهل بمقدور القيادات السياسية والعسكرية تغيير قدر محافظة تعز وإنقاذ أبنائها من العقاب ورفع الظلم والجور عن سكانها وإزالة الحواجز التي تمتهن إذلالهم؟ وإذا كانت تعز لا تمثل أهمية في حساباتهم وهي مسقط روسهم فكيف بغيرها من المحافظات الأخرى؟ 
 
ويتساءل آخررن لماذا يسعى البعض لتحميل القيادة من أبناء تعز منهم ضمن الشرعية أو المليشيات بينما لا يوجه نقدهم للقيادات الحزبية ممن لا ترى محافظة تعز إلا غنيمة تتقاسم المناصب الحكومية لتختفي عنها حشد قواعدها وتسخير إمكانياتها وجماهيرها لإنقاذ تعز بدلا من رمي فشلهم على موظف، وإن كان يعمل في هرم السلطة فما هو إلا موظف يتقيد بشروط الوظيفة التي يتقلدها.