Image

نازحون مهددون بالطرد من مساكنهم المستأجرة ومنظمات تتاجر بمعاناتهم الانسانية

يدخل عشرات الآلاف من النازحين عامهم التاسع وسط حياة مأساوية دفعت البعض إلى التسول وملاحقة المنظمات في الحصول على المساعدات العينية والنقدية، بعد أن تقطعت بهم السبل في الحصول على الطعام والمأوى الآمن نتيجة التقلبات الاقتصادية وتعذر الحصول على مصادر رزق، في ظل حرب ولا حرب زادت في توسع أزمة النازحين. 
 
"المنتصف" تستطلع أحوال النازحين وهم يدخلون عامهم الجديد. في البداية نستعرض ما أشارت إليه ثلاث منظمات أممية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن نتيجة استمرار الحرب وأصبح أكثر من ثلاثة أرباع النازحين عاجزين عن توفير إيجارات المساكن التي يعيشون بها، وأن أكثر من 7 ملايين يقيمون في مساكن غير كافية ومن دون أدوات منزلية.
 
ووفق ما جاء في هذه التقارير، فإن مجموعة المأوى والمواد غير الغذائية «قدرت أن هناك 7.5 مليون شخص يقيمون في مساكن غير كافية، ويعيشون غالباً من دون أدوات منزلية أساسية، وأن هذا يمثل زيادة قدرها 2 في المائة منذ أوائل العام 2022».
 
النازحون ماذا يقولون؟ 
 
خالد صالح من الأسر المهمشة نازح من تعز إلى مخيم دبع، يقول: أول ما نزحنا إلى مديرية الشمايتين استقبلتنا المنظمات بالترحاب وصرفوا لنا فرشا ومساعدات مالية بعد أن اسكنوننا في مدرسة الفجر بالتربة، إلا أنهم في الفترة الاخيرة احتالوا علينا وتم نقلنا إلى مخيم معزول عن العالم في دبع باستئجارأرضية ونصبنا خيامنا فيها إلا أنهم تركونا نواجه قساوة الحياة مهددين من الطرد بسبب عدم دفع الإيجارات. هم فقط أي المنظمات أكثر ما يهمهم هو التقاط الصور وتجدهم حاضرين ومتفاعلين حال نزول بعثة أجنبية إلى موقع المخيم. وغير ذلك لا تجدهم. 
 
تضيف سالمة أنها اضطرت إلى ترك المخيم والذهاب إلى التربة مع أطفالها تشحت في الأسواق حتى تستطيع أن تعيش، وذلك لأن المنظمة المسؤولة على المخيم لم تعد تقوم بصرف المساعدات بشكل منتظم ويتحججون بأنه تم تقليص المساعدات بينما الجزء الكبير من المساعدات تصرف لهم رواتب وإيجارات وسيارات، وأصبحوا يستغلون نزوحهم لتحصيق مكاسب شخصية. 
 
يقول صبري عبد السلام، نازح من الحديدة: كلما تمر سنة تتعقد الحياة أكثر مما كانت، حتى أننا أنفقنا ما ادخرناه في سنوات ما قبل الحرب التي شردتنا عن بيوتنا وجعلتنا نعيش النزوح في بيوت الإيجار، واصبح النازح أشبه بالبقرة الحلوب يستغل من قبل المؤجر إلى درجة لا يقدر أن يدفع الإيجارات المتراكمة عليه ومهدد بالطرد إلى الشارع. 
 
كانت المنظمات تقدم مساعدات للنازحين، إلا أنها تحولت بعد أن صار أبناء المنطقة هم المسؤولين عن تسجيل النازحين فقاموا بتسجيل غير النازحين وأقربائهم. وحرم المستحقون الذين شردتهم الحرب من المساعدة، فضاقت علينا الأرض ولا ندري ماذا نعمل. الحل الوحيد هو العودة إلى منازلنا ومواجهة خطر قنص مليشيا الحوثي ولا الذل والمهانة التي نلقاها من المؤجر والمنظمات التي تبتاع وتشتري بنا وتتاجر بمعاناتنا.