اليمن وصراع الديوك
في اليمن للسياسة مدخلات ومخرجات مختلفة، مفردات غرائبية.
في اليمن للسياسة طابعها الصراعي حتى القضاء على الآخر، في اليمن السياسة تلخيص لصراع الديوك في حلبة الرهان، على أحد المتصارعين النقر على رأس الخصم حتى الموت، لتتوزع المبالغ على المتراهنين، ويذهب الديك المنتصر إلى مطبخ السلخ والسلق وتقديمه عشاءً للمحتفين.
في اليمن السياسة عصبوية إقصائية تحتكر الحقيقة ولا تتشاركها مع الآخرين، باسم الله أو باسم الحزب أو باسم الوطنية تخوض حروبها الشرسة ضد بعض، بعيداً عن المواءمات والتفاهمات والبحث عن تراتبية الخلافات، أيهما أولاً وأيهما يجب أن يؤجل، ويمكن معه الاستغناء عن المواجهة.
في اليمن لا توجد توافقات وإدارة الخلاف بقدر من الرحابة والأنسنة، بحثاً عن مشتركات ونقاط التقاء وحلول وسط، هي حرب تبدأ بالسلاح وتنتهي بالسلاح، تغيب فيها السياسة وتتحول البندقية إلى برنامج سياسي أوحد، وقوة قائدة للجموع الهائجة المقتفية خيط دم المخالف.
في اليمن الجميع يحترب ضد الجميع، والجميع لا يعرف ماذا يريد وإلى أين عليه أن يصل في خواتيم الصراع.
في اليمن حرب القتل بلا مشروعية بلا مشروع بلا غاية، تحارب العدو والصديق معاً، خصمك والحليف المحتمل.
في كل الحروب بنك أهداف تتحقق على طاولة السياسة، وفي اليمن حرب للحرب، حرب من أجل الإبادة، كل المعارك تنتهي بطاولة وفي اليمن كل معركة تؤسس لمعركتها التالية.
في اليمن حرب العبث، ولا توصيف لها خارج العبث.
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك