الحرب حتى يوم القيامة!

11:35 2023/01/01

عندما يكون المسؤول متشبعا منذ نشأته بفكر وثقافة الحروب فمن المحال أن ترتجي منه أو من مسؤولياته ذات يوم ولو مجرد حديث عن مشاريع خدمية وتنموية أو مجرد أفكار نظرية حول الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي.
 
فهكذا هي جماعات الحوثي التي عاشت في جبال وطرقات مناطق محافظة صعدة وبعض عمران عقودا من الزمن تنتهج السلاح والقتال سلوكا يوميا فيما بين أفرادها وقبائلها والتي عملت وبشكل ممنهج على تكريس ثقافة وفكر الحروب لدى أجيالها في مخيماتها التعليمية سابقا مستهلمة إرث تاريخ قرون ماضية لسلالتها التي جعلت ديمومية الحروب والاقتتال مشروعا أبديا لا نهايات له حتى يوم القيامة.
 
 ففي لقاء واجتماع عقده اليوم في العاصمة صنعاء رئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط مع محافظي عدد من المحافظات بمناسبة حلول العام الجديد 2023،كان حديثه لهم متمحورا حول الإعداد للحرب وضرورة عودة المحافظين إلى محافظاتهم لتعبئة الشارع وتدارس خطط الاستعداد للقتال. 
 
المشاط في اجتماعه مع قيادات السلطة المحلية لتدشين عام جديد لم يخطر في باله كرئيس دولة حسب زعمهم بأن يتناول عامه الجديد كعام مالي اقتصادي خدمي تنموي تفصح فيه رئاسة الدولة عن خططها التنموية وتحدد فيه قيمة اعتمادات تبويبات موازناتها المالية. 
 
بل لم يخطر بباله أن يناقش مسؤلي السلطات المحلية حول بعض من ملفات الاقتصاد ومشاريع الخدمات والتنمية وتقييم مدى الاحتياجات والاستماع إلى تقارير منجزات العام المنصرم وخطط وطموحات واحتياجات العام القادم في تلك المحافظات.
 
ولكنه وفقا لثقافته وفكر جماعته لا يفقه ولا يفهم ولا يهتم بأي من تلك المهام المتعلقة بالدولة سوى مهام التحشيد لفرض جبايات جديدة على المواطنين تحت مسمى دعم المجهود الحربي والحث على الإعداد والاستعداد للحرب وتكريس ثقافة مشاريع ديمومية الاقتتال، دون أن يضع في اجتماعاته كدولة وكسلطة ولو أدنى اهتمام بأي من مسميات صرف المرتبات أو توفير للخدمات أو وضع خطط لمشاريع بنيوية. 
 
فهكذا فعلا كان الاجتماع الأول لرئيس دولة صنعاء مع رؤساء السلطات المحلية في المحافظات لتدشين مشاريع سلطاتهم وحكومتهم للعام الجديد 2023 والذي أتى كترجمة عملية لخطاب سابق لمرجعيتهم عبدالملك الحوثي الذي أكد بىن مشاريع مسيرته القرآنية هي الحرب حتى يوم القيامة.