ليلة الحمار !!!!!!

01:31 2022/12/26

ذات يوم في مدينة النصر حجة، في الأيام الأولى لثورة سبتمبر المباركة من عام ١٩٦٢، قامت الدنيا ولم تقعد منذ المساء حتى أشرقت في بواكير الصباح الشمس، والأهالي لم يناموا من إزعاج لعلعة الرصاص الخفيف والمتوسط. 
 
الجمهوريون ومعهم القوات المسلحة المصرية من جهة يضربون ويوجهون ضرباتهم للهدف المنشود، من ناحية ثانية الملكيون لم يقصروا من جهتهم. 
 
أهالي المدينه لم يعرفوا السبب، وإنما البعض يقول إن الملكيين حاولوا دخول حجة والجمهوريون يطاردونهم.
 
المدينة تعيش في الظلام، لم يكن الأهالي يعرفون حاجة اسمها الكهرباء، لمبة الغاز أو الفانوس يضيء لهم من بعد المغرب لساعة تقريبا أو أقل ويعود الظلام. 
 
تعود الجميع على سماع أصوات البنادق، لكن تلك الليلة كانت مكثفة ومن كل الاتجاهات. 
 
 في الصباح ومع  بدء ظهور ما يبدد الظلام، اكتشف الجميع أن الضحية كانت الحمار؛ حيث وجدوه في الشارع وقد لفظ أنفاسه، وعلى ظهره فانوس لم ينطفئ بعد.
 
يبدو أن الحمار الضحية كان في طريقه الآمن كعادته حينما يعرف طريقه يسير عليه، وصاحبه حمل معه الفانوس، هل ليضىء له الطريق أو لصاحبه الذي لم يظهر.
 
القوات الجمهورية كانت بالتأكيد جاهزة لأية اختراقات من قبل الملكيين، ربما اعتقدت أن من المندسين تسللوا فكان الكل يستهدف حمار تلك الليلة.
 
 الحكاية واقعية وليست من نسج الخيال. كتبت عنها منذ سنوات ، لكنها كأغلب كتاباتي ذهبت مع الريح.
 
 في أحد لقاءاتي مع العزيز محمد المطوري رحمه الله، صديق الوالد وما في البعد صديقي، قال لي احكِ بالتفصيل ليلة الحمار، حكيت له فجلجل بضحكاته المتميزة. إلى هنا والصمت خير الكلام.
 القاهرة: ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢م.