الثلاثين من نوفمبر تاريخ يحمل دلالات في تاريخ اليمن فهل يمكن تكريره

02:27 2022/11/30

مع كل ذكرى وطنية يجد اليمني نفسه يقف حائرا وهو يشاهد حجم الترهل والانكماش في الواقع السياسي المر الذي تعيشه اليمن رغم مرور 58 عام على خروج المستعمر البريطاني مطرودا من الجنوب اليمني يجر خلفه مرارة الهزيمة وهي الهزيمة التي كان لها أثر كبير في معنويات قوة وصفت بالقوة العظماء التي لا تغيب عنها الشمس الان ابطال ثورة أكتوبر جعلوا من الشمس تأفل وتغيب لتغادر مذهولة وعلى عجل خوف من الموت التي بات يتربص بالمحتل بكل شارع وحي .

كان براكين تتفجر و تلقي بحممها على جنود الاحتلال لتقف ترسانتها العسكرية عاجزة و تخمد نيرانها وتسقط هيبته وتحول جبروت الإنجليز إلى حالة من الانهيار لأنهم ادركو إن من يقاتلهم رجال وهبو حياتهم رخيصة لاستعادة بلدهم وتطهير ترابها من دنس المحتل .

براكين حملت على عاتقها مسؤولية التحدي والصمود باحثين عن استعادة وطن آمنوا بحريته ووضع امام اعينهم مستقبل دولتهم وصون كرامتها لتكون جبال ردفان منطلقا لشرارة الاولى التي لن تقف ولا يمكن حصرها في مكان معين وإنما شررة فاقت كل الخطط الامنية والعسكرية لتنهي احتلال دام مائة وثلاثين عام .

وبما أن الثلاثين من نوفمبر تاريخ مشرف لتلك النخبة من المناضلين فانا نقف مع مرور هذا التاريخ من كل عام ونحن نشعر بالمرارة على ما وصل إليه اليمن وهو يفتقر إلى قيادة توازي عظمة.من سبقهم وحمل مشعل الحرية ووضع حياته مقابل تحقيق إقامة الدولة المستقلة دولة محورية تحمل تطلعات يمكنها من فرض وجودها باعتبارها قوة إقليمية يمكنها موقعها الجغرافي والسياسي من فرض وجودها في المعادلات الدولية .

لكم هو محزن ونحن نشاهد الى اين وصل حال اليمن وكيف تبخرت أحلام من قادوا الثورة وقدموا أرواحهم لبناء دولة مستقلة ذات سيادة يحكمها القانون وتسودها العدالة والتنمية منهجها وهي تعيش على وقع مرير من الانهيار الاقتصادي و تنهشها المطامع الدولية والإقليمية .

كم نحن بحاجة إلى استلهام ما قام به أبطال ثورة أكتوبر لنستعيد البوصلة بعيدا عن الشطحات الزائفة التي لن تعود على الوطن والمواطن  لا بالويلات وتجعل من التعاسة عنوان قاتم لواقع اليمن السياسي وهنا نحتاج قليل من التامل لنضع على انفسنا عدد من الأسئلة لماذا رغم مرور ستين عام على طرد المستعمر البريطاني لم ياتي قيادات تجعلنا نمجد دورهم ونمدح بطولاتهم كما امتدح بطولته من فجر اكتوبر وسبتمبر وحقق النصر على الإنجليز ليطوي تاريخهم الطويل الذي امتد طيلة مائة وثلاثين عام بيوم ثلاثين نوفمبر عام 76 الى الابد .

ومالذي يمكن ان يكتب التاريخ عن الحقبة التي نعيشها وهي حقبة مليئة بالنكبات يعمها الفشل ويسكنها الخوف والقلق في ظل مستقبل مجهول يجعلنا نقف اقزام امام عظمة من خلدوا ماضيهم  النضالي بانتصار ساحق ليتوج بالثلاثين من نوفمبر .

وهو اليوم الذي يحتفل به شعبنا كل عام فما الذي سيحتفل به الأجيال القادمة وهي تدرس التاريخ الذي نحن نواته والتي للاسف لا تاريخ لنا وان كتب فإنه تاريخ قاتم بالسواد لأننا جيل لارؤية سياسية ولا رصيد نضالي جيل ينتظر الأجنبي ليحدد شكل نظامه السياسي .