عندما يبكي الرجال
06:21 2022/11/27
أحد الأصدقاء الأحباب أخرجني من عزلتي، وعزمني على وجبة غداء في أحد المطاعم اليمنية. وكنت سعيدا للمقابلة وقضاء بعض الوقت.
مر علي بسيارته المتواضعة وتوجهنا للمطعم وقد اتفقنا على وجبة سمك موفى لنشعر أننا في الوطن.
جلسنا على الطاولة، ويا ليتنا لم نختر هذا المطعم.
تقدم إلينا قامة خمسيني العمر وبدأ بمباشرتنا وأنا منهمك أتابع التلفون، لكن صوت الرجل الجهور والجميل أعادني للفضائية اليمنية. ورفعت رأسي متحققا في وجهه وإذا أنا أمام قامة إعلامية يمنية من أفضل مذيعي الجمهورية اليمنية، وأصبح موظفا في أحد المطاعم الشعبية.
كنت أتمنى أن أسلم عليه لكنني قد أحرجه.
لم يشعر صديقي بالموقف وطلب الاكل واعتذرت أنني أريد كوب شاه عدني فقط، مبررا أن اتصاله جاء بعد أن تغديت ولم أفوت فرصة اللقاء.
شربت الشاي وطلبت منه مفاتيح السيارة لدي اتصال مهم، خرجت وتأكدت من أحدهم أنه هو فلان وجلست في السيارة حزينا جدا جدا، رغم أنني كنت جائعا. سدت شهيتي من هول الموقف. انتظرت حتى وصل صديقي قال أنت لست طبيعيا.
فاجأته بالموضوع وقعد على مقود السيارة يسبقني بكم من الدموع.
ماذا يجري أيها الوطن المستباح؟
ماذا يجري يا من تعبثون بمقدرات وكبرياء وأحلام وحياة الأجيال السابقة واللاحقة؟
إذا شَعرتَ أن هذا الموقف يؤثر على مشاعرك ويبكيك ويحزنك، فأنت لا زلت يمنيا أصيلا، والعكس صحيح. وعلى العموم الكثير من دكاترة الجامعة للأسف سحقت كرامتهم وعملوا في أماكن لا تشرف اليمنيين الأحرار.