Image

مؤسسة نداء للتعايش والبناء: مدونة السلوك الحوثية تنسف النزاهة ومعايير الأخلاق المهنية

عبرت مؤسسة نداء للتعايش والبناء عن رفضها مدونة السلوك الوظيفي التي تسعى عصابة الحوثي الإرهابية إلى فرضها على موظفي الدولة باعتبار ما جاء فيها ملزما وشرطا أساسيا للوظيفة والترقية وتقييم سلوك الموظفين في مؤسسات الخدمة العامة التابعة للدولة.
 
ودعت المؤسسة في بيان لها عصابة الحوثي إلى التراجع عن المدونة وعن قرارهم بإلزام الموظفين على توقيعها والعمل بموجبها، كونها بنيت على أساس ضيق لا يستوعب حقيقة أن المجتمع اليمني ثري بالتعدد والتنوع السياسي والثقافي والفكري والديني. 
 
وأشارت المؤسسة إلى أن المدونة المزعومة الراهنة بصيغتها المتحيزة جاءت مخالفة تماما للنزاهة والكفاءة والأخلاق المهنية، حيث دس فيها الحوثيون -بإمعان وإصرار- عبوات ناسفة لقيم ومعايير النزاهة والكفاءة بالزام الموظفين على القيام بأعمال تتعلق بالولاء والطاعة للجماعة والامتثال لتوجيهاتها النابعة من معتقدها الخاص بها كطائفة دينية تطمح للاستيلاء على مقدرات الدولة.
 
وبما تفسد نزاهتهم المتأصلة في فطرتهم، وتجبرهم على النفاق والتزلف والشللية والنفعية المقيتة وتصادر حقوقهم الاساسية المتعلقة بكرامتهم وحريتهم الشخصية في الدين والمعتقد، وتكون النتيجة حصول عامة الناس على خدمات عامة هزيلة لا تخدم إلا فئة ضئيلة من المجتمع.
 
وأكدت أن المدونة بما فيها من مبادئ متحيزة وضيقة لا تمثل المجتمع بكل أطيافه وتنوعه، بل  بُنيت بمفاهيم ومعايير تكرس الرجعية السلطوية الفردية التي نبذها الشعب اليمني فجر ثورتي 26 سبتمر و14 أكتوبر، 
 
منوهة إلى أن المدونة لا تصلح إلا أن تكون خاصة بأعضاء جماعة الحوثيين لأنها متحيزة لفكرهم ومعتقدهم دون غيرهم، وهذا شأنهم كشأن أي جماعة أخرى من حقها أن تعتقد ما تشاء شرط ألا يؤدي ذلك إلى الإضرار بحقوق الاخرين، فقيم التسامح والتعايش العالمية كفلت لكل إنسان الحق في أن يعتقد ما شاء، بشرط احترام هذا الحق واعتباره مكفولا لكل انسان دون انتقاص. 
 
وأضافت: غير أن الحوثيين قدموا مدونتهم الخاصة ويريدون فرضها قسرا على كل الموظفين  بما فيها من معتقدات وأفكار لا تمثل غيرهم، محذرة من إنفاذ المدونة المزعومة على مؤسسات الخدمة العامة لما يعتريها من اعتلالات مقلقة دُسّت لأغراض خطيرة لا تنتهك حقوق الإنسان فحسب، بل تؤذي كرامة الإنسان وتؤدي إلى تفكيك المجتمع اليمني وطمس هويته الأصيلة الحاضنة للتنوع الديني والفكري والمذهبي والسياسي والثقافي، والباعثة للتعايش والتسامح والقبول بالآخر المختلف تحت سماء الوطن الواحد، واستبدالها بهوية الجماعة الحوثية وحدها دون غيرها والتي أطلقت عليها (هويتنا الإيمانية) وكأنه لا هوية إلا هويتها، ولا لون إلا لونها،  ولا إيمان إلا إيمانها، وهذا أمر خطير مثير للقلق وتداعياته لن تكون حميدة على المستويين القريب والبعيد. 
 
واعتبرت مؤسسة نداء أن المدونة بصيغتها الراهنة تقدم دليلا كافيا لإثبات التهم التي قيلت بحق الحوثيين، وعلى أساسها اندلعت الحرب للخلاص من شرهم، ومنها أنهم جماعة رجعية تهدف إلى الاستيلاء على اليمن وثرواته وإقامة نظام إمامي سلطوي رجعي مستبد، قائم على مبدأ الحق الإلهي الذي نبذه الشعب اليمني وضحى من أجل التحرر منه ولن يعود إليه أبداً.