أنا ضد الطائفية ..!!

10:45 2022/11/11

هذه العبارة البسيطة المكونة من ثلاث كلمات فقط ، ( أنا ضد الطائفية ) كفيلة بحل الكثير من خلافات وصراعات المسلمين ، وكفيلة بجعلهم إخواناً متحابين متعاونين متراحمين ، وكفيلة بجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وكفيلة بجعل الأمة العربية والإسلامية في مقدمة الأمم ، وأمة رائدة في المجال الإنساني والعلمي والحضاري ، فالرحمة والخيرية والأخوة والتقدم الحضاري مفاهيم تتناقض تماماً مع التعصبات والدعوات الطائفية والمذهبية ، فلا مكان للرحمة والخيرية والإيجابية والحضارة في الفكر الطائفي المتعصب والمتطرف والمتشدد ، فالطائفية هي سبب كل الخلافات والصراعات بين البشر ، والسبب في صناعة المزيد من الأحقاد والكراهية بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد ، وبدون الوقوف الجاد والصادق ضد الدعوات الطائفية لن تقوم للإسلام قائمة ، وبدون تحرير الفكر والعقل المسلم من التعصبات الطائفية سيظل العقل العربي مقيداً ومكبلاً في أغلالها وسلبياتها ، وسيظل يراوح مكانه ولن يتمكن من الإنطلاق نحو رحاب العلم والمعرفة الواسعة ، ولن يتمكن من اللحاق بركب الحضارة البشرية ، وعلينا أن ندرك بأن أي دعوات للطائفية لا تخدم الإسلام ولا المسلمين بل العكس هو الصحيح ، لذلك علينا الحذر كل الحذر من دعاة الطائفية فهم دعاة شر وفتنة وتمزق وتخلف وإنقسام ، وهم بدون شك يخدمون أعداء الأمة الإسلامية ....!!!!
 
وإطلاق الحرية لأفكارنا وعقولنا ، وتحريرها من أغلال وقيود التعصبات الطائفية والمذهبية بكل أشكالها وأنواعها ، هي الخطوة الأولى نحو الخلاص من الإنغلاق والتطرف والتشدد والتخلف ، والطريق الأفضل لفهم أهداف وغايات المنهج الإسلامي بالصورة الصحيحة _ لأن الإسلام منهج عالمي للبشرية جمعاء ، فهو أكبر وأعظم من طائفة أو مذهب _ وهي الطريق للتحرر من براثن التخلف والجهل والتبعية والفشل والضعف والتمزق والتراجع الحضاري ، وهي المسلك الوحيد للحاق بركب الحضارة البشرية ، والإسهام فيها بشكل إيجابي ، فالإسلام دين علم وحضارة ، ولا حضارة ، ولا علم ، ولا إزدهار ، ولا تقدم ، ولا نهضة ، ولا إبداع في ظل أجواء بائسة ومغلقة تهيمن عليها التعصبات الطائفية والمذهبية ..!! 
 
ولن أبالغ إذا قلت ..... 
بإن التعصبات بكل أشكالها وفي مقدمتها الطائفية والمذهبية ، هي السبب الرئيسي في كل ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية من تخلف وضعف وتراجع حضاري ، كونها العائق الرئيسي والأول تجاه أي فعل أو حراك حضاري ، وهي بمثابة قوة ممانعة تجاه كل فعل أو طموح حضاري ، فالطائفية هي بحق ضد الإيجابية بشكل عام ، فإذا كنا ننشد الرفعة والعزة والكرامة والسيادة ، فحريٌ بنا أولاً وقبل كل شيء تحرير عقولنا وأفكارنا من التعصبات الطائفية والمذهبية ، وحريٌ بنا رفض كل الدعوات والأفكار التي تنادي بها أو تنظر لها ، والتحرر من الطائفية والمذهبية والمناطقية من أهم صفات الإنسان المسلم المستنير الخيري الوسطي المعتدل المتوازن الحضاري ، وهو نقيض الإنسان الطائفي والمذهبي ، الذي هو بطبيعة الحال إنسان متطرف ومتشدد ومتخلف عقلياً وذهنياً ونفسياً ، فالطائفية والمذهبية من أهم صفات الإنسان الغير متوازن عقليا ونفسيا ..!! 
 
والتحرر من التعصبات الطائفية والمذهبية والمناطقية ، هو تحرر من التشدد والتطرف والغلو ، وهو تحرر من السلبية والتخلف والتراجع ، وهو أول خطوة نحو الإنطلاق في سلم الإيجابية والوسطية والإعتدال والتوازن ، وبداية الطريق الصحيح نحو فهم المنهج الإسلامي الفهم السليم والشامل ، وبداية المشوار نحو مسارات التقدم والرقي الحضاري ، وبداية الطريق نحو الهدوء والإستقرار والطمأنينة النفسية ، وهو البوابة للوصول إلى الإيمان الصحيح والصادق ، الإيمان الواسع بسعة الكون ، والذي يليق  بعظمة خالق الكون ، لذلك كنت وسأظل دائماً وأبداً ضد التعصبات بكل آشكالها وأنواعها ، وفي مقدمتها الطائفية والمذهبية ، ولي كل الفخر والاعتزاز بذلك ، كما أن موقفي هذا يشعرني بالسعادة والحرية والاستقلالية ، ويمنحني القوة الكافية للتحليق في فضاء العلم والمعرفة دون قيود أو شروط ، ويمنح عقلي الكثير من الأفكار الإيجابية ويبعدني كثيرا عن السلبية والإنغلاق والكراهية والحقد ضد الآخرين ، من أجل ذلك كنت ومازلت وسأظل ( ضد الطائفية ) ..!!!