الدبلوماسية اليمنية بتاريخها العريق سقطت في الجزائر

10:41 2022/11/03

حرصتُ على أن أتابع مخرجات قمة القادة العرب في الجزائر. وعلى غير العادة، صببت كل اهتمامي في متابعة القمة؛ لأن الوضع العربي من مشرقه إلى مغربه ومن خليجه إلى محيطه يعاني إشكاليات سياسية واقتصادية كبيرة. 
 
المفترض هو أن المخرجات سوف تكون بحسب تحديات ومعاناة الأقطار العربية. لكن للأسف، كانت القمة كسابقاتها عبارة عن بهرجة إعلامية وخذلان في اتخاذ مواقف جادة لمواجهة المعضلات. 
 
يكفي إطراءات غير صادقة للقمم العربية أو للقمة العربية في الجزائر على وجه الخصوص، لأنها لم تلب تطلعات الشعوب ولو في الحد الأدنى. فلا حققت مصر أو السودان أو موريتانيا أو لبنان غاياتها لمعالجة الأوضاع الاقتصادية، ولا دول المغرب العربي وصلت إلى توافق. حتى دول الخليج، كان هناك ضبابية في مواقف القمة جراء التهديدات الإيرانية لها.
 
اليمن وسوريا ولبنان والعراق تعاني من تدخلات إيران ومن تغذيتها للتناقضات الطائفية والمناطقية وزرع أذرعها لتهديد وتعريض الأمن القومي العربي للخطر. 
 
وبالرغم من فشل القمة العربية في تحقيق الأهداف المرجوة، إلا أن وزارة الخارجية والدبلوماسية اليمنية وتاريخها العريق حصدت فشلا ذريعا، حيث لم تتمكن حتى من استصدار إدانة صريحة في إعلان الجزائر  للهجمات التي شنتها عصابة الحوثية الإرهابية مؤخراً على الموانئ النفطية.
 
بل ولم تستطع أن تدفع الزعماء العرب والوفود المشاركة في القمة في التعريض في كلماتهم بالإدانة، باستثناء الإدانة الشديدة التي وجهها ولي عهد الكويت للمليشيا وهجومها الإرهابي على ميناء الضبة في حضرموت؛ ما يؤكد أننا أمام دبلوماسية رخوة أو ضعيفة. فقد عجزت في استغلال تعاطف المجتمع العربي والدولي بعد استهداف أطفال تعز و ميناء ضبة في تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، حيث لم يحظَ هذا الأمر بأي ذكر في القمة، سوى ما جاء في كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
انتهت القمة، وعدنا بخفي حنين دون تحقيق شيء غير تثبيت موقع وحضور مجلس القيادة الرئاسي.