تحالف "الإخوان" مع التيار "الطائفي" في صفوف الجمهورية
بعد انتصار أبطال الثورة والجمهورية في معارك فك حصار صنعاء (معارك النصر أو الموت)، قام الشيوخ الطائفيون في صفوف الجمهوريين بتصفيتم بالاغتيال والإخفاء القسري والتشريد.
وفي مقدمة الذين تم تصفيتهم رئيس هيئة الأركان قائد قوات الصاعقة النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب، قائد قوات المظلات الرائد حمود ناجي، قائد قوات المشاة الرائد محمد صالح فرحان، قائد قوات الصواريخ الملازم غازي علي عبده، قائد سلاح المدفعية الرائد علي مثنى جبران، وقائد سرية المهام الصعبة بقوات المظلات محمد مهيوب الوحش، وغيرهم كثيرون.
وقد ساهم عناصر حركة الإخوان المسلمين تحت تأثير الوعي الزائف في تصفيتهم، رغم أن كثيراً منهم ينتمون إلى المناطق التي ينتمي لها الأبطال المغدورون، يرجع ذلك إلى أن عناصر الإخوان المسلمين في اليمن حددوا موقفهم من الثورة اليمنية والنظام الجمهوري في ضوء الخلاف المركزي بين حركة الإخوان المسلمين في مصر والزعيم جمال عبدالناصر، الذي دعم الثورة اليمنية بسبعين ألف جندي.
وقد استطاع الطائفيون في الصف الجمهوري تكريس الوعي الزائف لدى عناصر الإخوان واستمالتهم إلى صفوفهم عبر تصدير خطاب معاد ل"التدخل المصري" في اليمن، والذي دشن خلال انعقاد مؤتمر عمران في سبتمبر 1963، وما زال التحالف بين هاتين الجماعتين قائماً حتى اليوم، وتم التعبير عنه بعبارة: "… آخر قلاع الجمهورية".
استناداً إلى مبدأ احترام الخصم الصادق، فإني أحترم أربعة من أهم رموزهم، الأول هو الشيخ عبدالله أحمد علي العديني، الذي قالها صريحة: "نحن الإخوان المسلمين كنا ضد ثورة 26 سبتمبر"، والثاني هو الأستاذ عبدالملك الطيب، الذي كتب كتاباً بعنوان "نكسة الثورة في اليمن"، وكتاب آخر بعنوان "الثورة والنفق المظلم"، وكتاب ثالث بعنوان "التاريخ يتكلم".
والثالث هو الأستاذ عبدالرحمن طيب بعكر الذي كتب كتاباً بعنوان "الرجل الذي أحبه الحرم والهرم بطل الجمهورية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر"، والرابع هو القاضي يحيى بن لطف الفسيل، مؤسس المعاهد العلمية. هؤلاء الأربعة عبروا بشكل واضح عن رفض النظام الجمهوري، وتأييدهم للشيوخ الطائفيين. نقلا من صفحة الكاتب في الفيس بوك