ما الذي يجري في صحراء العلم والريان شرقي الجوف؟
تتحدث التقارير والمعلومات أن هناك وفودا ومواكب قبلية وحزبية مسلحة تتدفق من مناطق سيطرة الحوثيين في الجوف، وتمر من نقاط الشرعية مرور الكرام، للمشاركة فيما سُمي بـ(مطرح قبائل دُهم) والذي جرى تطويره مؤخراً الى (مطرح قبائل بكيل) والذي يتحدث القائمون عليه بأنه يهدف للضغط على المملكة ومطالبتها بالسماح بعودة محافظ الجوف السابق/أمين العكيمي إلى المحافظة.
المرحلة حساسة واستقبال وفود قبلية مسلحة قادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، وغض الطرف الحوثي وربما رعايته لإرسال هذه الوفود، يضع ألف علامة استفهام!!!
العكيمي كان في منصب محافظ الجوف وقائد محورها، وهناك انسحاب وانتكاسات كبيرة حصلت في عهده وتحت قيادته، وإخضاعه للتحقيق والمساءلة أمر ضروري ليس لصفته القبلية وإنما لصفته الحكومية والعسكرية.
ويفترض أن تكون قبيلته أو من يدعون تبعيتهم له أكثر الناس سعادة ورضا بأي خطوة كهذه إذا كانوا واثقين فعلاً من براءة الرجل.
لكن تحركاتهم هذه تعزز من الادعاءات والشكوك المحيطة به، علاوة على أن الوفود القادمة من مناطق الحوثي للمشاركة في هذه المطارح ترجح من صحة المزاعم التي تتحدث عن التخادم مع الحوثي.
إذا كان كل قائد سيستعين بقبيلته لفرض تبرئته وعدم مساءلته، فمعنى ذلك أن هذا القائد وقبيلته لا يؤمنون بالدولة ولا يعترفون بها وأنهم مجرد مليشيات لهم سلوكهم الخاص، وأن الدولة عندهم مجرد خزينة ومنصب وليست مهام وواجبات وأطرا دستورية وقانونية.
ما يهمنا هنا هو إهمال الجانب الأمني وسماح نقاط الشرعية في الخط الصحراوي الحزم -العلم بمرور المواكب القادمة بأسلحتها، والترحيب بها دون أي تفتيش أو تدقيق في الهويات، ودون أي حس أمني لا سيما وأن موقع المطرح في المنطقة التي تقع خلف خطوط النار بشكل مباشر.
من يضمن عدم تحول هذه المواكب القبلية القادمة مؤخراً إلى جبهة حوثية تعمل على تسهيل إسقاط جبهات الريان والعلم وتسليمها للحوثيين للوصول إلى الرويك وصافر وإطباق الحصار على مأرب؟!
- نسخة مع التحية لعضو المجلس الرئاسي -محافظ مأرب اللواء/ سلطان العرادة للتعامل مع ما يجري بحس أمني وعدم التهاون مع خطوة خطيرة كهذه.
يجب أن تكون أسوأ وأخطر الاحتمالات والسيناريوهات حاضرة، وكل تحرك خلف خط الجبهة يجب أن يُحسب له ألف حساب، وعلى المسؤولين في مأرب أن يغادروا مربع العواطف وحسن النوايا.
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك