وجهة نظر متجردة ...............؟

12:46 2022/10/20

الجميع يعرف أن لم يكن على يقين أن الوطن لم يصل به الحال إلى ما وصل إليه اليوم نتيجة المصادفة بل بالعكس وصل إلى ما وصل إليه نتيجة المؤامرة نعم فقد تعرض اليمن السعيد إلى مؤامرة أوصلته إلى الحضيض والتعاسة والشقاء.
 
تم وضع المخطط بهدف أن يصل اليمن السعيد إلى هذا الوضع في وقت مبكر قبل أن يطل علينا القرن الواحد والعشرون وكانت بداية تنفيذ المخطط مع بداية القرن الواحد والعشرين حيث ظهرت الكثير من الأشياء التي لم يكن لها أي ظهور قبل بداية القرن.
 
ظهر الإرهاب والجماعات الإرهابية وكان ما تعرضت له المدمرة كول في خليج عدن من عمل إرهابي بمثابة حفل الإشهار لنشاط الإرهاب والجماعات الإرهابية في اليمن الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة لليمن كما تسبب في عرقلة سير التنمية في جميع المجالات التنموية.
 
ظهر الحوثي وكان ظهوره هو بمثابة حفل إشهار ينبأ الجميع أن الصراعات الطائفية والمذهبية سوف يكون لها حضور بارز في المستقبل اليمني وكان الخطأ الذي ارتكبه النظام الحاكم خلال تلك الفترة التي ظهر فيها الحوثي هو عدم إيجاد الحلول والإجراءات المناسبة التي تقضي على هذه الظاهرة في مراحلها الأولى.
 
ارتفعت وتصاعدت حدة الخلافات السياسية بين أقطاب السياسة والعمل السياسي في اليمن والتي كان يمثلها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة التي شكلت تكتلا أو تحالفا سياسيا فيما بينها بهدف الوصول إلى السلطة والوقوف أمام السياسات التي كان ينتهجها الحزب الحكم وأطلق على أحزاب المعارضة بعد تحالفها أحزاب اللقاء المشترك.
 
كانت الجهة التي قامت بوضع المخطط والمتمثلة في المجتمع الدولي والقوى الدولية العظمى هي الراعي الرسمي والمباشر لتنفيذ هذا المخطط عن طريق سفاراتها في اليمن وكذلك عن طريق تدخلها المباشر في بعض أمور وسياسة الدولة تحت غطاء الحرب على الإرهاب ومكافحة الإرهاب.
 
لا يخفى على الجميع ما حدث وكيف انزلق الوضع في اليمن نحو منزلق التشتت والتشظي والانقسامات عن طريق خروج أحزاب المعارضة إلى الشارع في تاريخ 11 فبراير عام 2011 للمطالبة بإسقاط النظام والجميع كذلك يعلم ما هي الأسباب التي دفعت بأحزاب المعارضة إلى الخروج حيث إن كل القوى السياسية الموجودة في الساحة اليمنية لم تكن تعي أنها تتعرض لعملية تسيير أو توجيه غير مباشر للوصول باليمن إلى ما وصل إليه اليوم.
 
هذا المخطط كان سوف يتم تنفيذه سوى بهذه الطريقة أم بطريقة أخرى مختلفة بمعنى أن خروج أحزاب المعارضة إلى الشارع في عام 2011 ساهم بشكل كبير في التعجيل بتنفيذ المخطط الذي وضعه المجتمع الدولي بسبب وجود أجندة خاصة للمجتمع الدولي ترتبط بمصالح المجتمع الدولي ليس في اليمن فقط بل في اليمن ومحيطها الإقليمي والمنطقة العربية بشكل عام لكن لم يكن السبب الوحيد في الوصول بالوطن إلى هذا الحال هو خروج أحزاب المعارضة إلى الشارع وإنما ساهم وعزز فرص نجاح المخطط ولو افترضنا أن أحزاب المعارضة لم تخرج إلى الشارع فكان سوف يتم تنفيذ المخطط بطريقة أخرى ربما كانت أكثر دموية.
 
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل استوعبت جميع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية الدرس أم لا، هل تمتلك جميع الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية اليمنية الشجاعة والجرأة للاعتراف بالأخطاء التي وقعت فيها في الماضي والتي كانت هي السبب الرئيسي في الوصول بالوطن إلى ما وصل إليه اليوم، هل أصبحت هذه الأحزاب على استعداد لتقديم التنازلات من أجل المصلحة الوطنية العلياء وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية والفئوية.
 
كذلك الجميع يعلم أن جميع الأحزاب تعاني من الرهاب الخوف الشديد من قيادة المرحلة القادمة حيث إن قيام حزب بقيادة المرحلة القادمة منفردا هو بالفعل بمثابة انتحار سياسي سوف يقضي على الحزب وعلى مستقبلة السياسي إلى الأبد وهذا نتيجة للوضع اليمني الذي يعتبر شبه مدمر في جميع الجوانب لهذا فجميع الأحزاب تفضل أن تكون المرحلة القادمة هي مرحلة انتقالية تشترك فيها جميع الأحزاب وتتحمل مسؤوليتها جميع الأحزاب هذه وجهة نظري والذي أعتقد أن هناك من يتفق معها كما أعتقد أن هناك من يختلف معها.