النخب السياسية اليمنية .. فشل وعجز على كل الأصعدة ..!!

03:53 2022/10/18

ما يتعرض له الشعب اليمني من انتكاسات وكوارث وحروب ومعاناة ، هو النتيجة الطبيعية للفشل الذريع للنخب السياسية الحزبية والطائفية والمناطقية ، التي سيطرت على السلطة في مختلف المناطق اليمنية بعد العام 2011 م ، نعم أقولها وبأعلى صوت الشعب اليمني يدفع فاتورة فشل وعمالة وتبعية وضعف نخبه السياسية ، الذين رهنوا اليمن ومصيره ومستقبله بأيادي خارجية تعبث به كيفما تشاء ، لتجعل منه ميداناً وساحةً لتصفية حساباتها وخلافاتها وتحقيق مصالحها وأطماعها التوسعية ، على حساب تدمير مقدرات ومكاسب الوطن وعلى حساب معاناة ومآسي أكثر من ثلاثين مليون يمني ، ما أقوله ليس مبالغة ولا تجني على النخب السياسية اليمنية الحاكمة اليوم في مختلف المناطق اليمنية ، ما أقوله هو الحقيقة المجردة ، التي بات يدركها غالبية أبناء الشعب اليمني ، ما أقوله هو نتيجة تجربة مريرة وقاسية تجرعها كل مواطن يمني خلال الفترة الزمنية الأخيرة ، وهو يشاهد حالة العجز والفشل واللامبالاة والتلكؤ في كل تصرفات وتحركات النخب السياسية ، وهو يشاهدها وهي تجر الوطن من حالة السيادة والاستقلال والوحدة والسلام والشراكة والديمقراطية والتعايش السلمي ، إلى حالة الحروب والصراعات والاستبداد والكراهية والتقسيم والوصاية الخارجية ..!! 
 
أي نخب هي تلك التي تجر وطنها من الحالة الإيجابية إلى الحالة السلبية ، حتماً وبدون شك هي نخب فاشلة وعاجزة ولا تمتلك ذرة من الوطنية ، وحتماً هي نخب باعت نفسها وضميرها ومبادئها في سوق النخاسة والعمالة والتبعية لمشاريع خارجية بثمنٍ بخس ، وأي نخب سياسية هي تلك التي تعجز عن حل مشاكل وطنها وإخراجه من أزماته ومحنه ، هي حتماً نخب ضعيفة لا تمتلك قرارها السياسي ، وهي حتماً مجرد دمى تحركها أيادي خارجية كيفما تشاء ووقتما تشاء ، حتى لو كان في غير مصلحة وطنها وشعبها ، وأي نخب سياسية تلك التي تقف متفرجة وهي تشاهد أبناء شعبها وهم يتجرعون مرارة المآسي وقسوة الظروف ، بل وتصر على مواقفها التي تعلم بأنها تتسبب في زيادة معاناة ومآسي الشعب ، هي حتماً نخب عديمة الضمير والإنسانية ومن المستبعد أن يأتي منها أي خير ..!! 
 
والمضحك والمبكي في الأمر مشاهدة أفراد النخب وهم يتحدثون بإسم الوطن ويرفعون شعارات الوطنية ، ويزايدون بمعاناة أبنائه وظروفهم القاسية في المحافل الدولية ، لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية وسلطوية ، رغم أن تصرفاتهم ومواقفهم على أرض الواقع تذهب عكس ذلك ، فمن كان حريصاً بصدق على وطنه وشعبه لن يتأخر عن تقديم التنازلات في سبيل إخراجه من أزماته وتخفيف معاناة شعبه ، ولن يقدم مصالحه الشخصية والحزبية والسلطوية على المصالح العليا للوطن ، ولن يقبل بأن يكون تابعاً وعميلاً لمشاريع خارجية تستهدف سيادة واستقلال وكرامة وطنه ، ولن يقبل أن يكون مشاركاً في وضع وطنه تحت الوصاية الدولية ، فالوطنية ليست شعارات وهتافات ومزايدات بل هي مواقف صادقة وقوية وتضحيات جسيمة ..!! 
 
كل ما كتبته وكتبه غيري من نقد للنخب السياسية اليمنية الحاكمة اليوم ، هو قطرة من بحر سلبياتها وفشلها وعجزها وعبثها وارتهانها للخارج ، فهي لم تحقق أي نجاح يذكر في أي مجال ، فهي فاشلة في إدارة مؤسسات الدولة ، بعد أن حولتها من قطاع عام إلى قطاعات شخصية وحزبية ومناطقية ، وبعد إن جمدت وعطلت القوانين واللوائح واستبدلتها بالأهواء والمزاجات ، كما أنها فاشلة في إدارة الأزمة اليمنية القائمة ، فلا هي بالتي حسمت أمرها في خيار الحرب حتى النهاية مهما كان الثمن وكيفما كانت النتيجة ، ولا هي بالتي ذهبت إلى السلام الشامل والعادل بنوايا صادقة ، ليعيش الشعب اليمني نتيجة تلك السياسة الهزيلة في حالة اللاحرب واللاسلم ، وليس هناك ما هو أسوأ من هكذا حالة بالنسبة للشعوب ، أو بمعنى آخر يمكن القول بأن النخب السياسية اليمنية فشلت في إدارة الحرب ، وفشلت في تحقيق السلام ، وفشلت حتى في إبرام الهدن ، فها هي الأيام تمر على إنتهاء الهدنة الأخيرة في 2 / 10 دون الوصول إلى أي نتيجة أو إعلان صريح يحدد الموقف وهذا هو الفشل السياسي بعينه ، لذلك لن نبالغ إذا قلنا بأن الفشل والعجز والتلكؤ والارتهان للخارج هو حال النخب السياسية الحزبية والمناطقية والطائفية الحاكمة اليوم ، وهو ما يبدد أي آمال للخروج القريب من الوضع السلبي الراهن ، فهكذا نخب لن تقود الوطن والشعب إلا إلى المزيد من الفشل والسلبية للأسف الشديد ، ففاقد الشيء لن يعطيه ..!!