09:15 2024/05/29
08:32 2024/05/18
10:25 2024/05/14
14 أكتوبر... اكتمال الوهج الثوري...!!
02:50 2022/10/14
إن النضال الثوري في اليمن، سواء ضد حكم الإمامة الكهنوتي في الشمال، أو ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب، لم يتوقف يوماً حتى نال أحرار اليمن حريتهم واستقلالهم، رغم ضراوة الإمامة وشراسة المستعمر، ورغم استخدامهم لكل وسائل القمع والطغيان، لأن وهج النضال وعشق التحرر، كان يشتعل في صدور الأحرار، ويدفع بهم نحو بذل المزيد من التضحيات والمزيد من الكفاح. ليكون ذلك النضال الثوري، والكفاح التحرري، هو الرابط المشترك بين الثوار اليمنيين في الشمال وفي الجنوب، وكان بينهم تنسيق وتعاون مستمر ومتواصل، لأن هدفهم واحد وهو تحرير اليمن أرضاً وإنساناً، من براثن الكهنوت والاستبداد والتخلف، ومن وطأة الاستعمار، وانتشال الوطن من غياهب التخلف والجهل، نعم لقد كان سقف طموحات الثوار مرتفعاً، رغم شحت الٱ مكانيات ، ورغم صعوبة الظروف، ورغم بطش الإمامة وعنجهية الاستعمار...!!
فكان التدخل المصري بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، في شمال الوطن، يمثل الاستجابة لطموحات ثوار اليمن، والمدد الأخوي والقومي الذي كانوا يبحثون عنه، لتفعيل نضالهم الثوري وكفاحهم المسلح، وإذا كان لأحد فضل بعد الله تعالى، في نجاح الثورة اليمنية في الشمال والجنوب، فهو للقيادة والشعب المصري الشقيق، الذين لم يبخلوا في تقديم كل صور الدعم المادي والمعنوي والبشري، حيث امتزجت دماء أبناء مصر العروبة، مع دماء إخوانهم أبناء اليمن، في مشهد تجلت فيه أروع صور الأخوة والتضحية والوفاء، ومهما تكلمنا في هذا الشأن، فإننا لن نوفي إخواننا المصريين حقهم أبداً، وكم هم العرب اليوم في أمس الحاجة لمثل تلك المواقف الأخوية الصادقة، في ظل التدخلات السلبية في شئونهم الداخلية من المشاريع التوسعية الإقليمية والدولية، والتي باتت تتحكم في القرار السياسي للعديد منها، والتي حولت الأرض العربية مسرحاً لتنفيذ أجنداتها السياسية وأطماعها الاستعمارية، وكم هو مؤسف ارتفاع تلك الأصوات غير المسئولة. في بعض مناطق جنوب اليمن، التي تنادى بالمناطقية وتدعوان للانفصال، متناسية واحدية النضال الثوري ضد الإمامة والاستعمار، ومتناسية واحدية الأرض اليمنية تاريخياً وحضارياً، ومتناسية واحدية المصير المشترك، وواحدية الكفاح المشترك في كل المراحل التاريخية...!!
وقد تكللت كل تلك النضالات الثورية وما رافقها من كفاح مسلح وتضحيات جسيمة، بانتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م، وإعلان النظام الجمهوري وسقوط الإمامة، لتتوجه أنظار الثوار والأحرار في كل مناطق اليمن نحو جنوب الوطن القابع تحت سطوة الاستعمار، ليتحرك ذلك الزخم الثوري صوب المناطق الجنوبية، مدداً ودعماً لإخوانهم الثوار في جبهات المواجهة مع المستعمر البريطاني، ودون شك نجاح ثورة 26 سبتمبر انعكس بشكل إيجابي وكبير على النضال والكفاح الثوري ضد المستعمر الإنجليزي على جميع الأصعدة، ففي الجانب المعنوي مثَّل ذلك الإنجاز داعما نفسيا ومعنويا كبيرا للثوار والأحرار في المناطق الجنوبية، كما أن ذلك الإنجاز الثوري منح ثوار وأحرار الجنوب المزيد من حرية الحركة في داخل المناطق الشمالية المحررة، التي كانوا محرومين منها قبل ثورة 26 سبتمبر، وكل تلك العوامل ساهمت بصورة مباشرة في طرد المستعمر وفي عودة مناطق جنوب اليمن إلى محيطها العربي حرة عزيزة مستقلة. الرحمة والخلود لشهداء الثورة اليمنية المباركة 14 أكتوبر الذين رسموا بدمائهم الطاهرة طريق التحرر والاستقلال والانطلاق نحو آفاق المستقبل الأفضل...!!