الخيانة أسوأ وأقذر الصفات الإنسانية

11:08 2022/10/10

الخيانة كلمة دنيئة وبنفس الوقت موحشة ومزعجة تشمائز منها الأنفس وتقشعر لذكرها الأبدان ويمقتها ويرفضها العقلاء والأوفياء والحكماء ويجيدها الأنذال والحقراء والسفهاء.
 
وهي فعل حقير مهما كانت الدوافع والمبررات والأسباب وهي لعنة على جبين مرتكبها على مر الزمان وأسوا ما فيها أنها لا تأتي من عدو ولكنها تأتي من أقرب الناس ممن يتجرد عن الأمانة ويخرج عن الديانة ويتخلى عمن وثق به على حياته وجعله أقرب الناس إلى قلبه ومجلسه ومكانة
والتاريخ مليء بالخونة الذين وجدوا في الماضي وما زالوا موجودين في الحاضر وسيظلون موجودين في المستقبل.
 
ومن وأشهر الخونة في التاريخ العالمي كريستوفر جون بويس الذي باع معلومات عن أقمار التجسس وغيرها من الوثائق الرسمية للاتحاد السوفيتي.
 
ومن أشهر الخونة في التاريخ العربي أبو رغال الذي أرشد أبرهة الحبشي على مسلك الطريق إلى مكة.
 
وأشهر خائن في التاريخ الإسلامي ابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المعتصم
الذي كان يراسل القائد المغولي هولاكو سراً ويطلب منه أن يحتل بغداد وأن يجعل له دور في حكم العراق إذا سقطت بغداد وقام بتسهيل ذلك عبر تسريح تسعين ألف جندي والإبقاء على عشرة الف جندي للدفاع عن بغداد بحجة تقليص النفقات.
 
ولا تقتصر أعمال الخيانة على خيانة الأوطان وأمور السياسية والحرب والاقتصاد وإنما تشمل كل مجالات الحياة العامة والخاصة بما فيها مجالات العلاقات الأسرية والوظيفية كخيانة وغدر الزوج لزوجته والعكس وخيانة وغدر الموظف لمديرية وللمسؤول عليه وخيانة الصديق لصديقه والصديقة لصديقتها وهكذا.
 
خلاصة الأمر أن الغدر والخيانة تعد من أحقر الجرائم الإنسانية وأكثرها خسة ونذالة كون الإنسان يستطيع دائماً أن يفعل ما يريد في مواجهة الآخرين إن كان ذلك وجهاً لوجه بخلاف إن كان من الخلف ومن أقرب المقربين ولذلك قالوا أتقي شرا من أحسنت إليه وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-    القائل (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر)