نبينا اعظم من الصراعات والخرافات
الاحتفاء الروحي بمولد النبي صلوات الله عليه، أهم بكثير من الاحتفاء المادي المبالغ فيه. الاحتفاء الروحي يثبت للعالمين بأن نبينا عظيم، يعني الدين والإيمان والاقتداء والممارسات الإنسانية. والاحتفاء المادي الباذخ والمستفز يثبت للآخرين بأنهم حولوا النبي إلى سلطة وغنائم وتفاخر وصراعات بينية!
أليس هذا صحيحًا؟!
فاللهم صلِ وسلم على نبينا، نبي الفقراء والمساكين. النبي الذي جاء بدين الله ورسالته، نبي العدالة والمساواة، نبي الرحمة والسلام، نبي التسامح والتقارب.. نبينا الكريم أبطل الأحقية الطبقية وجعلها للكفاءة، قدم أبو بكر للإمامة نيابة عنه عندما عجز، وأثنى على عمر في طريقته وأسلوبه لأنه الأشد، وأختار عليًّ للفداء والمواجهة لأنه الأشجع.
نبينا العظيم عرف ما يجب وما يمكن وفقًا للمنطق والعقل والمعطيات، وليس بالخرافات أو تقديس المتلبسين، لم ينهب الممتلكات على أبنائها، ولم يفرض مناصفة الثروة بمسمى الضرائب والاتاوات، لم يأخذ بيوت المخالفين، ولم يطرد المشككين، ولم يهدد الآمنين، لم يفرض المبالغات على مجتمعه، ولم يخصخص الخدمات على أصحابه، ولم يوظف الوساطات، ولم يرفع أسعار البترول ويحتكر الغاز ويوقف الماء ويترك الشعب بلا رواتب، لم يفتح لنفسه شركات وصرافات ومحطات عملاقة، نبينا لم يقتل أحد بتهمة الشك، ولم ينفر الشباب من وطنهم بطريقة العمد، ولم يطغى على طبيعة الناس وعاداتهم بالشعارات والممارسات، لم يفسد النظام ولم يأخذ الأموال، ولم يخن شركاءه أو ينقلب عليهم، لم يفعل شيئا مما يفعله المتلبسون بغريزة المال والسلطة.
نبينا الأميّ الطيب العظيم تعشقه العجائز والشائخون، ويقتدي به الناس دون تهديد أو تخويف أو تشكيك. نبينا الكريم يحبه الصغار والكبار، والرجال والنساء، والفقراء والأغنياء بلا أضواء أو لافتات أو مظاهر باذخة ومبالغة. هذا نبينا نحن عليه الصلاة والسلام في ذكرى مولده.
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك