الشعب الإيراني الثائر... يطرق أبواب الحرية...!!

11:01 2022/10/05

بصراحة من يشاهد الحراك الشعبي الثوري المستمر والمتواصل والمتزايد والمتعاظم في إيران، يدرك على الفور مدى عظمة الشعوب عندما تثور وتطالب بحقوقها وحرياتها، ويدرك بأن الشعوب قوة لا تقهر، ولا تستطيع أي سلطة الوقوف في وجهها مهما كانت تمتلك من قوة، فرغم ما يمتلك نظام الملالي الحاكم في إيران من قوات وأجهزة قمعية، ورغم الوسائل الوحشية التي يستخدمها ضد الشعب الثائر، إلا أن الفشل والتراجع كان وما يزال مصيرها جميعاً، أمام إصرار الشعب الثائر ورغبته الجامحه في نيل حقوقه وحرياته المصادرة والمسلوبة، إن ما يقوم به الشعب الإيراني من حراك ثوري عظيم، وما يقدمه من تضحيات جسيمة، شيء يفوق الوصف والخيال، شيئا يوضح مدى عشق الشعوب للحرية والتحرر، شيئا يوضح بأن الشعوب قد تصبر وتصبر وتكبت ألآمها وأوجاعها وتتحمل الظلم النازل بها، لكنها في لحظة من الزمن تفرغ كل ذلك الكبت والصبر، على شكل ثورة عارمة تقتلع الطغاة والظلمة من جذورهم، وتسقط عروشهم وتقضي على جبروتهم وغرورهم...!!
 
والغريب في الأمر أن الأنظمة الاستبدادية باختلاف أنواعها ومسمياتها حول العالم، لا تأخذ العظة والعبرة من هكذا دروس ومواقف، بل تراها وهي مستمرة في غرورها وعنجهيتها واستبدادها وبطشها مدفوعة بغطرسة القوة التي تحت يدها، خصوصاً عندما تكون الشعوب في حالة سكون وخضوع، فتراها وهي تتمادى في غيها وظلمها واستبدادها، وهي لا تعرف بأن الله تعالى يحيط بها ويمكر بها، ويهيئ أسباب سقوطها وزوالها من حيث لا تحتسب، فمن كان يظن أو يفكر بأن خصلة شعر فتاة إيرانية، تصنع كل هذا الحراك الثوري الذي وصل لمراحل متقدمة، ومن كان يتوقع أن يكون للمرأة الايرانية ذلك الدور البارز والقوي والفاعل في هذا الحراك، وأن يكون لها هذه المواقف الشجاعة والبطولية التي أذهلت العالم، وأن تتقدم الصفوف متحدية لآلة القمع التابعة للنظام دون خوف أو رعب، بل إنها هي من تصنع الخوف والرعب في قلوب عناصر وقوات النظام، الذين لا يجدون لهم من سبيل سوى الفرار والتراجع...!!
 
والشعب الإيراني من خلال حراكه الثوري السلمي المطالب بحرياته وحقوقه، يخط واحدة من أعظم وأقدس الملاحم الثورية في التاريخ البشري، وأكبر منجز لهذا الحراك حتى الآن هو كسر حاجز الخوف من النظام الايراني، فأول مراحل نجاح الثورات التحررية هو كسر حاجز الخوف، لأن الشعوب إذا تمكنت من كسر هذا الحاجز المصطنع الذي تصنعه الأنظمة في نفوس أفرادها طوال فترة حكمها، فإن الثوار بهذا الإنجاز العظيم يكونون قد انتصروا على الخوف والرعب الكامن داخل نفوسهم، وهذا هو أكبر وأصعب نصرا فما بعده من الانتصارات أسهل منه بكثير، فالانسان عندما ينتصر على نفسه ويحطم المخاوف المسيطرة عليها والمثبطة لها، فإنه لا يتردد في الانتصار لحقوقه وحرياته ووطنه، وتهون أمامه الصعاب والعوائق مهما كانت وكيفما كانت، لأنه يدرك بأن حياته دون الحرية والكرامة والحقوق لا قيمة لها، فتتولد داخل نفسه قوة كامنة تدفعه لخوض الصعاب ومواجهة الأخطار دون خوف أو تراجع...!!
 
وهذا ما يحدث بالضبط ونحن نشاهد الثوار الإيرانيين من الرجال والنساء والشباب، وهم يواجهون قوات وأجهزة الأمن والباسيج المدججة بالأسلحة والسيارات المدرعة بصدور عارية، وهم يحرقون صور القيادات الإيرانية ويدمرون تماثيلهم ومقراتهم، غير آبهين ولا خائفين ولا متراجعين ولا مترددين، إن تلك المواقف البطولية الشجاعة للثوار في إيران، تجعل أجهزة وقوات النظام تعيش حالة من الصدمة تتحول مع الوقت إلى خوف ورعب، وهم يشاهدون أمام أعينهم رجالا ونساء وشبابا وهم يتحدون الموت ذاته، فإذا كان الموت هو القيمة القصوى للخوف والرعب داخل النفس البشرية، فماذا عساه يمكن أن يخوفهم أو يرعبهم أو يجعلهم يتراجعون، وهذه المواقف البطولية أفقدت أجهزة النظام قوتها وسر تفوقها وفاعليتها، لتقف عاجزة ومصدومة ومرعوبة من ثوار يتحدون الموت في سبيل نيل حرياتهم وحقوقهم الإنسانية المسلوبة والمصادرة، وهذه المواقف البطولية قد أحدثت حالة من الانشقاقات بين قوات وأجهزة النظام، فقد بدأ العديد من الضباط والأفراد إعلان انحيازهم لصف الثورة الشعبية ورفضهم تنفيذ توجيهات وأوامر القيادات الموالية لنظام الملالي، وبذلك يمكنني القول وبكل ثقة وحسب المؤشرات الواردة، بأن الشعب الإيراني الثائر قد نجح في كسر حاجز الخوف، وهو الخطوة الأولى والأهم والأقوى في طريق الحرية...!!