Image

عصابة 21 سبتمبر حينما يتبجحون على الثورة اليمنية بمشاريعهم الهدامة

لا غرابة أن يتبجح الإماميون الجدد على ثورة الـ26 من سبتمبر، وهي التي اجثتت الكهنوت الإمامي بثورة خالدة يحتفي شعبنا اليمني اليوم بذكرى ستين عاما على ولادتها وعلى إنهاء عهد التخلف والجهل والمرض. 
خرج ودون خجل عدد من قادة المليشيات الانقلابية، وعلى رأسهم أحمد الحامد، عبر إعلام الحوثي الممول من إيران ينكر على الثورة ما حققته من إنجازات على كافة المستويات، والتي نقلت اليمن من حالة الجهل إلى العلم ومن الاضطهاد إلى الحرية والديمقراطية، ومن المعاناة إلى حياة ضمنت لأبنائها مستقبلا واعدا. 
يحاول الخطاب الحوثي النيل من ثورة سبتمبر بحملة تشويه لها ولأهدافها الستة، على اعتبار أن انقلابهم في 21 سبتمبر 2014 هو الثورة التي حققت الإنجاز المنشود والتي اختزلها زعيم قيادة الانقلاب بأن 21 من سبتمبر حققت للشعب اليمني إنجازات إيمانية. مما يبعث بسخرية القدر أن يأتي اليوم ونشهد جماعة متخلفة قادمة من الكهوف لا تعي معنى التقدم والنهوض بالمجتمع اقتصاديا وسياسيا وتعليميا وتنمويا، أما الإيمان فإن الشعب اليمني لا يحتاج إلى من يشهد له بإيمانه وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام الإيمان يمان والحكمة يمانية. 
 وهنا نتساءل: ما هي الإنجازات التي يفهمها الحوثيون؟ وما الذي حققوه في انقلابهم على مدى ثمان سنوات؟ لا شك أننا سوف نصل إلى حقائق مرعبة لا تخطر على بال  بشر، بينما إنجازات الثورة اليمنية مازالت شاهدة على ظلامية الحكم الإمامي الجائر. 
إن الحوثيين ومن خلفهم قادة الإرهاب حينما ينكرون على الثورة ما حققته للشعب اليمني أمر طبيعي، كون مسيرتهم التي يطلقون عليها بالقرآنية هي بالأصل مسيرة تدميرية لكل مكاسب الشعب اليمني. 
أمثال أحمد حامد وحسين العزي والمشاط وزعيم الإرهاب وكافة قادة المليشيات فهمهم للمنجزات بناء المقابر وافتتاح المزيد منها لصرعاهم القادمين بتوابيت من  جبهات القتال. ذلك هو الإنجاز في مشاريع الموت. 
والمدارس التي شيدتها الثورة في كل بقعة من بقاع أرض الوطن جاؤوا بما يحمل من تخلف وجهل وعمدوا إلى تدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، فقد امتدت الانتهاكات لقصف المدارس واستهداف الطلبة، واعتقال المعلمين ونشر الخوف ونشر أفكار طائفية هدامة، وجعلوا من الطلاب  وقودا لقتالهم ضد الدولة والنظام الجمهوري. 
إنجازاتهم تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية ومعمل لغسيل أدمغة الطلاب وصرخة الموت وحرمان المدرس من راتبه الشهري، حتى لا يحيا حياة كريمة، إلى جانب اتباع سياسة التدمير الممنهج من قبل جماعة الحوثي للمدارس ومؤسسات التعليم، الذي أصبح عنوانا واضحا في كل منطقة وصلت إليها، واستطاعت أن تطالها بصواريخها. 
المنجزات كما يفهمها القتلة والمجرمون من مليشيا الحوثي 
زرع أكثر من مليوني لغم في عموم البلاد، بمختلف الأحجام والأنواع والأهداف، قد تحتاج اليمن إلى عشرات السنين لتطهيرها بعد توقف الحرب. ومنجزاتهم حرمان الموظفين من رواتبهم تحت ذريعة تعرضهم للعدوان، بينما قيادات وعناصر مليشيا الحوثي غارقة في رغد العيش والترف ينهبون مئات  المليارات من إيرادات موانئ الحديدة وضرائب الاتصالات، والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، وفوارق أسعار المشتقات النفطية والغاز، علاوة على استحداثها جمارك داخلية في عدة محافظات لفرض جمارك جديدة على البضائع القادمة من المناطق المحررة. إضافة إلى فرض جبايات لإحياء الفعاليات والأنشطة الطائفية، وتحولوا من حفاة إلى أصحاب رؤوس أموال وأصحاب شركات غسيل أموال ما نهبوه من الشعب اليمني عنوة وتحت تهديد السلاح في الاستيلاء على أراضي وأملاك الغير بقوة السلاح. 
إن منجزات عصابة الحوثي الإرهابية منجزاتها هى (20977) واقعة انتهاك طالت الأطفال في اليمن خلال الفترة من 1يونيو/ حزيران 2018 وحتى 1يوليو/ تموز 2022، بالإضافة إلى تهجير وتشريد (43608) طفلاً بالإضافة إلى (1343) حالة قتل أطفال بينهم (31) رضيعا و(1620) حالة إصابة بجروح. ووفقاً للإحصائيات فهناك (321) حالة إعاقة دائمة للأطفال في اليمن فيما (522) حالة اعتقال واختطاف خاصة بالأطفال أغلبهم تم اختطافهم من أجل ابتزاز أهاليهم.
ومن منجزات عصابة الحوثي الارهابية (1716) طفلاً قتلوا في المواجهات أثناء قتالهم بصفوف العصابة الحوثية قامت الجماعة بالزج بهم في جبهات القتال والذين تم تشييعهم في مواكب جنائزية معلنه وجرى بثها عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة لمليشيات الحوثي تهجير وتشريد (43608) طفلاً.
اعتقلت العصابة الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران 1781 امرأة خلال الفترة من ديسمبر 2017 وحتى سبتمبر 2022، حيث تم اعتقال 74 فتاة من محافظة حجة، والزج بهن في سجن النصيرية المركزي، إلى جانب عشرات النساء تم اعتقالهن من المحافظات الواقعة تحت سيطرة العصابة الحوثية.
ومن منجزات عصابة الحوثي الإرهابية كبّدَت الاقتصاد اليمني خسائر تراكمية قدرت بـ126 مليار دولار، فضلاً عن الخسائر البشرية التي قدرت بنحو ثلث مليون شخص حتى 2021.
ونقلت وسائل إعلتم، عن مصدر في وزارة التخطيط اليمنية، قوله إن "التقديرات الأولية للأضرار التي طالت تعز جراء الانقلاب الحوثي، تبلغ أكثر من 7 مليارات دولار".
وعلى مدار السنوات السبع الفائتة، دفعت تعز ثمنا باهظا على كافة المستويات، حيث تعرّضت أكثر من 750 منشأة - بنية تحتية من جسور وطرقات ومطار - لأضرار كلية وجزئية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المدينة المحاصرة.
وكشفت تقارير أولية أن المنشآت الاقتصادية والحيوية التي تعرّضت للتدمير في تعز خلال سنوات الحرب، تبلغ أكثر من 4 آلاف و800 منشأة، منها 58 مصنعا، بحسب الموقع.
ويأتي قطاع الطاقة على رأس البنى التحتية التي تعرّضت لتدمير ممنهج من قِبل المليشيات الحوثية، ابتداءً من الاستهداف المتكرر لمحطة كهرباء عصيفرة ومحطة كهرباء المخا، الأمر الذي حرم سكان المدينة من خدمة الكهرباء منذ بدء الحرب.
ووفقا لتقديرات أطلقها البنك الدولي، تحتاج مدينة تعز للتعافي وإعادة إعمار قطاع الطاقة إلى 122 مليون دولار أميركي على مدى خمس سنوات، أو 24 مليون دولار لسنة واحدة فقط.
ومنذ البدايات الأولى للانقلاب وحصار تعز، قامت المليشيات الحوثية بتحويل أبرز المنشآت السياحية والحيوية إلى ثكنات عسكرية، تستخدمها لقصف المدينة، وعلى رأس ذلك فندق السعيد (سوفتيل سابقا)، وفندق جبل صبر.
منجزات عصابة الحوثي الارهابية نهب كل ايرادات الدولة والمساعدات الخارجية وتسببت بخسارة اليمن تفوق 80 مليار دولار خسائر النفط جراء الحرب والصراع من 2015 إلى 2019.
إن خسائر اليمن جراء الجرائم الذي ترتكبها عصابة الحوثي الإرهابية لا تعد ولا تحصى، حتى في كل المجالات أقلها أنهم حولوا الشعب اليمني إلى شعب مشرد في وطنه وخارج بلاده.
كيف لهؤلاء أن يتبجحوا على المنجزات السبتمبرية التي منحت  الشعب اليمني الحرية والانعتاق من حكم جائر، بعد أن امتلأت سجونهم بالمعتقلين المعارضين للمشروع الفارسي لدرجة تحويل مؤسسات ومرافق الدولة إلى سجون ومعتقلات  تمارس فيها شتى صنوف الإرهاب والتعذيب؟ حتى النساء لم تسلم من إرهاب الحوثي بعد أن جعلت ثورة 26 سبتمبر للمرأة اليمنية مكانة رفيعة تشارك الرجل في كافة المجالات ووصلت إلى أعلى المراتب طبيبة وهندسة ومعلمة ووزيرة. 
منجزات هؤلاء الذين يتبجحون على ثورة 26 سبتمبر تردي الوضع المعيشي والاقتصادي، وتراجع الخدمات الصحية وتهجير  ملايين اليمنيين من منازلهم إلى شتات الداخل والخارج، وأصبح اليمن مهانا مشردا يتسول قوت أطفاله من المنظمات، بعد أن كان يعيش عزيزا في ظل النظام الجمهوري. 
ولهذا كل ما يقولونه عن ثورة الشعب ضد الكهنوت مردود عليهم، حتى البسطاء من العامة لا تنطلي عليهم تخرصاتهم وحقدهم على ثورة أطاحت بأسلافهم. ومهما طال الزمن أو قصر فإن الشعب اليمني الذي قارع الإمامة في 1962 قادر على مقارعة الإماميين الجدد. فالقهر والظلم والاضطهاد لا شك سوف يفجر ثورة تنهي عهد السلاليين الطائفيين إلى غير رجعة.