ثورة 26 سبتمبر... والتأييد الجماهيري الساحق...!!

07:18 2022/09/26

بدايةً...
من المعلوم بأن استطلاع الرأي من أهم الوسائل العلمية الحديثة، التي يتم بموجبها معرفة توجهات الرأي العام، وخصوصاً فيما يتعلق بالأمور السياسية، وكانت مراكز الأبحاث السياسية، تقوم بعملية استطلاع الرأي العام في الدول المتقدمة، من خلال إجراء المقابلات المباشرة، ومن خلال الاستبيان، وكانت تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال، نظراً لصعوبة المهمة، ولٱ اتساع قاعدة الشريحة المستهدفة، ورغم كل ذلك كانت تحقق بعض النجاحات في هذا المجال، وكانت تلك المراكز البحثية والسياسية، تنجح في العديد من دراساتها واستطلاعاتها...!!
واليوم...
وبعد التطور التكنولوجي الرهيب في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وبعد ابتكار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن أهمها الفيسبوك، والتوتير، والواتس آب وغيرها، والتي دخلت إلى كل منزل، وشملت جميع شرائح المجتمعات الٱ نسانية ، في كل دولة، ما جعلها بمثابة منبر إعلامي لكل أفراد المجتمع، يعبرون من خلاله عن آرائهم وتوجهاتهم، ما جعلها بمثابة أداة فاعلة يمكن من خلالها استطلاع الرأي العام، لأي مجتمع إنساني، ويمكن من خلالها معرفة وقراءة توجهات الجماهير في هذا البلد أو ذاك، بأقل تكلفة ممكنة، بل ٱن التنوع الكبير للمشاركين في مواقع التواصل الٱ جتماعي ، الذي يغطي الغالبية العظمى من شرائح المجتمع، يجعل نتائج الاستطلاع تتمتع بالمزيد من المصداقية والموضوعية، عن غيرها من النتائج التي يمكن الحصول عليها من وسائل الاستطلاع التقليدية الأخرى...!!
والشاهد من ذلك...
وأنا أتابع وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، الخاصة بأبناء المجتمع اليمني، بهدف استطلاع آرائهم حول ثورة 26 سبتمبر الخالدة. وجدت أن الغالبية الساحقة بنسبة 95 % يتغنون ويتكلمون ويحتفلون بثورة 26 سبتمبر، ويرفعون شعاراتها، ويضعونها ملصقات وخلفيات وحالات لصفحاتهم ومواقعهم، وهذا مؤشر قوي على أنها هي الثورة الخالدة، والثورة المتجددة، ودليل على استمراريتها، ومؤشر على أنها لا تزال تتمتع بالقوة والعنفوان الثوري، رغم كل المؤامرات التي تتعرض لها، ورغم كل المحاولات البائسة للقضاء عليها...!!
كل ذلك...
جعلتني أشعر بالطمأنينة على هذه الثورة المجيدة، وأنها محفوظة ومحفورة في مشاعر ووجدان كل أبناء اليمن، وأنها كالشعلة المتوقدة في صدورهم، بالعكس لقد ازداد اشتعالها وألقها مؤخراً، نتيجة الشعور بأهميتها وبفضلها الكبير على كل أبناء اليمن، كل ذلك جعلني أصلا إلى نتيجة مفادها بأن ثورة 26 سبتمبر ثورة راسخة رسوخ الجبال ومتجذرة في كيان وضمير كل مواطن يمني جمهوري سبتمبري حر...!!
قد يقول البعض ما يكتب وما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي، ليس بالأمر المهم، وهؤلاء هم عبارة عن مفسبكين ، لا يمتلكون القوة على فعل شيء، ولا تأثير لآرائهم على الساحة، وهذا الكلام خاطئ جداً، لأن من يكتب ويتكلم في هذه الوسائل، هم أبناء اليمن ويُعبرون بصورة أو بأخرى عن إرادة الجماهير، وفقدان الدعم والتأييد الشعبي يعتبر خسارة فادحة، لا يمكن تعويضها بالقوة أو السلطة كما يظن البعض، لأن القوة والسلطة دون تأييد ودعم جماهيري، وقاعدة شعبية، تفقد قيمتها وفاعليتها، والرهان عليها فقط رهان خاسر، لذلك يجب احترام آراء غالبية الجماهير اليمنية، واحترام إرادتهم، من خلال احترام ثورتهم، واحترام نظامهم الجمهوري الديمقراطي، هذا لمن يفكر في الاستمرار في العمل السياسي مستقبلاً، وتجاهل هذا الأمر والاعتماد فقط على القوة والسلطة، هو انتحار سياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى...!!