لا ثورة غير 26 سبتمبر الخالدة

06:24 2022/09/25

تأتي الذكرى الستون لثورة 26 سبتمبر المجيدة والوطن يعيش في أحلك ظروفه وأصعب مراحله وأسوأ عصره، قدم من أجل هذا اليوم العظيم خيرة رجالات الوطن وشبابه في عام 1962 أطهر الأرواح وأزكى الدماء رخيصة للتخلص من حكم الإمامة الكهنوتي والخروج من عنق زجاجة التخلف والرجعية والجهل والظلم والقهر والقمع ومن أجل أن ينعم الشعب اليمني بحياة كريمة يسودها الإخاء والأمن والأمان والتعايش السلمي ويتذوق حلاوة العزة والحرية مثله مثل بقية دول العالم التي تحررت من سلطات الأنظمة الملكية الدكتورية القاهرة والمستعبدة لشعوبها بالحديد والنار...
 
إن ثورة سبتمبر الخالدة قد مر عليها ما يقرب من ستة أجيال وهي بهذه المدة الطويلة تكون قد ترسخت رسوخ الجبال في الأرض وأصبحت تجري في العروق مجرى الدم ويتناقل أخبارها وعظمتها ومنجزاتها أبناء اليمن أباً عن جد وصارت بمثابة الروح من الجسد فلا قيمة لأحدهم من دون الآخر، وبالتالي من الصعب أن يتم هدم أركانها وأعمدتها الضاربة في عمق التاريخ اليمني أو تهتز مداميك بنائها بتلك السهولة التي يتصورها كهنة هذا الزمن القادمون من كهوف صعدة ومستنقعات قم حاملين راية الموت والتدمير لكل من يخالفهم الرأي ولكل ما هو جميلا على البسيطة ومتدثرين بعباءة العنصرية والمذهبية المقيتة الدخيلة على المجتمع اليمني والتي ما أنزل الله بها من سلطان...
 
ستة عقود مرت وملايين اليمنيين فتحوا عيونهم على الجمهورية والديمقراطية وحرية القول ورضعوا من مبادئها لبن الحصانة من الخضوع والركوع لغير الله واستلهموا منها دروس وعبراً كَوَقُود يواصلون به قيادة السفينة إلى بر الأمان وسواحل الاستقرار والرخاء ومشاعل يهتدون بضوئها على الطريق لتبديد سحب الكراهية والحقد السوداء، وهم مدركون حجوم التعاسة والذل والمهانة وويلات السجون والقيود والتعذيب التي ذاقها وعاشها أجدادهم، وكمْ كان ذلك الوضع كابوساً مزعجاً يقض منامهم ويصنع في قلوبهم البغض والنقمة على تلك الحقبة وحكامها، ما جعل أبناء اليوم يواصلون ما بدأ به الشهداء الأوائل عام 1962 في بذل الغالي والنفيس من المال والأنفس للدفاع عن اليمن وثورته في مواجهة تتار هذا العصر المتمثل بإيران وأذنابها وعملائها في وطننا العزيز دوماً والرفيع مكاناً بين الدول على مر التاريخ ولسان حالهم يقول (لا عودة لنظام الإمامة مهما حاولوا أو امتلكوا من معدات وأسلحة عسكرية ودعم ملالي طهران حتى آخر قطرة دم من أجسادنا)...
يا هؤلائك إن أمر الجمهورية قد حُسم في حينه ولا رجعة عنها وسور اليمن متينا يصعب اختراقه والنصر قريبا