26 سبتمبر... بطولات عظيمة وتضحيات جسيمة...!!

12:02 2022/09/24

أن تثور وتناضل من أجل تحرير شعب من تحت وطأة نظام استبدادي رجعي، أن تثور وتكافح من أجل إنقاذ شعب من براثن التخلف والدجل والشعوذة والكهانة، أن تثور وتضحي بأغلى ما تملك من أجل إخراج شعب من ظلمة الجهل والجهالة إلى نور العلم والمعرفة، أن تثور وتقاتل من أجل تحطيم قيود الظلم والتعسف من على كاهل شعب مغلوب على أمره عانا طويلاً من الجور والتسلط وحرم طويلا من العدل والمساواة والحقوق والحريات الإنسانية، فإن ذلك هو الجهاد الحقيقي، فهكذا مواقف عظيمة هي الجهاد بذاته وعينه، فرفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين والمضطهدين ومقارعة الظلمة والمستبدين واحد من أرفع مراتب الجهاد في الإسلام، فالله تعالى أنزل الأديان وأرسل الرسل عليهم السلام، من أجل محاربة الظلم والاستبداد بين البشر وتحقيق العدل والمساواة فيما بينهم، ولم يتوعد الله تعالى أحد بالعذاب الشديد والهلاك كما توعد الظلمة والمستبدين، بل لقد أهلك الله تعالى أمم بأكملها جزاء تماديها في الظلم، لأن الظلم نتائجه كارثية وسلبية على الفرد والمجتمع...!!
لذلك يعجل الله تعالى الجزاء للظلمة في الدنيا قبل الآخرة، ليجعلهم عبرة لمن لا يعتبر، فكم سجل لنا التاريخ البشري الكثير من القصص التي تروى قدرة الله تعالى في إسقاط عروش الظلمة، نتيجة ممارساتهم للظلم والتعسف ضد أبناء شعبهم، وليس منا ببعيد كيف هيأ الله تعالى رجالاً أحرارا من أبناء اليمن، تمكنوا بعونه تعالى من إسقاط النظام الإمامي الاستبدادي، وأعلنوا ثورتهم التحررية السبتمبرية في 26 سبتمبر 1962 م، وضحوا في سبيل ذلك بدمائهم وأرواحهم، مسجلين بذلك واحد من أعظم الانتصارات البشرية ضد أنظمة الحكم الدكتاتورية، ليسقط النظام الإمامي ويسقط معه الظلم والاستبداد والتعسف والطغيان، وليتم الإعلان عن نظام جمهوري تحرري، جعل من القضاء على الاستبداد والظلم، وتحقيق الحرية والعدل والمواطنة المتساوية وحماية الحقوق والحريات الإنسانية من أهدافه العظيمة وغاياته السامية...!!
فمواجهة الأنظمة الاستبدادية والثورة عليها وإسقاطها، واحدة من أصعب المهام في هذه الحياة، وتحتاج لرجال أحرار يتمتعون بالشجاعة والإقدام والبطولة، ويؤمنون بعدالة قضيتهم وصوابية مواقفهم، وحق شعبهم في التحرر من الظلم والاستبداد والجهل والتخلف، والعيش بحرية وعزة وكرامة ونيل حقوقهم وحرياتهم الإنسانية التي كفلتها لهم كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، لذلك فإن من قام بثورة ال 26 من سبتمبر هم أشجع رجال اليمن، الذين ببطولاتهم العظيمة وتضحياتهم الجسيمة صنعوا النصر الأكبر والثورة الأعظم والأغلى في تاريخ اليمن الحديث، مسجلين أسماؤهم في صفحات من نور في سِفر التاريخ اليمني، وليصنعوا لهم مكانة رفيعة في قلوب كل أبناء اليمن، فما عاشه ويعيشه الشعب اليمني من تقدم وتطور ونهضة في شثى المجالات هو ثمرة طيبة من ثمار مواقف وبطولات وتضحيات أولئك الثوار الأبطال والأحرار، فسلام الله عليهم ما تعاقب الليل والنهار، ولا يمكن أن ينساهم أبناء شعبنا من الدعاء لله تعالى بأن يرحمهم رحمة الأبرار ويدخلهم فسيح الجنان، جزاء تضحياتهم الجسيمة في سبيل حرية وعزة وكرامة الإنسان اليمني...!!