لماذا فشل الحوار في صناعة توافق سياسي في اليمن

11:32 2022/09/24

نحن في أمس الحاجة لتكريس ثقافة الحوار في مجتمعنا. فما وصل إليه الحال بالوطن والشعب هو نتيجة لعجز السياسيين والمكونات السياسية وصناع القرار عن الحوار. ما السبب في عجزهم عن الحوار والوصول إلى تفاهمات؟

أعتقد أن أهم الأسباب هو الافتقاد لثقافة الحوار وفنونه وسيطرة الثقافة الاستبدادية الدكتاتورية على عقولهم. والحقيقة أنها ليست فقط عقول السياسيين وصناع القرار التي تسيطر عليها ثقافة الاستبداد والدكتاتورية، بل هي ثقافة سائدة في المجتمع بشكل عام، فنحن في مجتمع قرار الشيخ القبلي فيه يجب أن يتم تنفيذه دون جدال حتى وإن تعارض قرار الشيخ مع القانون والدستور والمصيبة العظمى أن الدولة أو النظام الحاكم المسؤول عن حماية القانون والدستور يقوم بتنفيذ قرار الشيخ، ولو اضطر الأمر إلى تعديل وتغيير مواد دستورية وقانونية.

لهذا كانت ومازالت القبيلة هي من تحكم وتقود الدولة وليس العكس، كذلك قرار المسؤول الإداري يوجب على العاملين تحت سلطته (الكادر الوظيفي) تنفيذه دون جدال، حتى ولو كان القرار مخالفا للقوانين واللوائح التنظيمية للجهة التي يعمل فيها المسؤول متخذ القرار، حتى على مستوى الأسرة قرارات رب الأسرة أو كبير الأسرة يجب على جميع أفراد الأسرة العمل بها دون جدال، حتى ولو كانت تتعارض مع مصلحة الأسرة أو مع مصلحة بعض أفراد الأسرة يجب عليهم أن يقوموا بالالتزام بها مهما كانت النتائج سلبية.

لذا فنحن في مجتمع تتحكم به العقلية التسلطية للأسف. وفي معظم الأحيان يرفض متخذو القرار الحوار بسبب ضعف حجتهم لهذا يفرضون قناعتهم الشخصية على الجميع، وعلى الجميع الخضوع والاقتناع بقناعتهم.

أتمنى أن يكون هناك برامج توعوية وتثقيفية وتدريبية تحاول تكريس وتعزيز وإبراز أهمية الحوار والنتائج الإيجابية التي تنتج عن الحوار. فمعظم المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا هي نتيجة غياب ثقافة الحوار عن أدبيات المجتمع، الحوار ثقافة تم تغييبها عن المجتمع اليمني حتى في المناهج الدراسية والأكاديمية.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا تم تغييب ثقافة الحوار وتهميشها وطمسها بهذا الشكل؟ ولمصلحة من هل كان لمصلحة القبيلة أم لمصلحة الأنظمة الحاكمة أم لمصلحة الأحزاب والمكونات السياسية.