الحادي والعشرين من سبتمبر التاريخ الأسود في ذاكرة اليمنيين

01:50 2022/09/21

يعرف اليمنيون الحادي والعشرين من سبتمبر بأنه اليوم الاسود بتاريخ اليمن المعاصر لما جلب عليهم من نكبة تشابه النكبة التي عرفها الشعب الفلسطيني، لما تسببه من تهجير وتشرد. ولا فرق بين ما قامت به الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وبين ما تقوم به الحوثية، فجميعهم يتقن التفنن بتعذيب وتشريد السكان رغم الفارق الكبير.
 
فالصهيونية تمارس الترهيب ضد الشعب الفلسطيني وتشردهم من أراضيهم لتأمين الأرض لليهود، بينما الحوثية تمارس الترهيب وتشريد السكان خدمة للأجندة الإيرانية.
ويعد اليوم الأسود الذي وطئت به أقدام مليشيا طهران صنعاء، ما جعل منه يوما أعاد الذاكرة لما كان يعاني منه اليمنيون قبل قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
 
وبما أن معظم اليمنيين لم يعيشوا حقبة الإمامة، فإنهم لم ياخذوا التاريخ بمحمل الجد وتعاملوا معه باعتباره ماضيا لا يمكن أن يتكرر، غير مدركين أن التاريخ لاستخلاص العبر ومنع تكرار تلك الحقبة، وهو ما يجعل من مادة التاريخ ماضيا يحذر الحاضر من مآسي الماضي. وبما أن اليمنيين فشلوا في استلهام التاريخ وإدراك ما حمله تاريخ الثورة من أبعاد سياسية ومآس اجتماعية.
 
لم يعد أمام الإنسان اليمني غير استلهام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر باعتباره حاضرا واتخاذ منه عنوانا لانطلاق شرارة التحرر من الإمامة وأدواتها ورفض الهيمنة الإيرانية، متخذين من أهداف ثورة السادس والعشرين مشروعا يوحد صفوفهم ونبذ الخلافات السياسية ليتمكن الشعب من استعادة الثورة والعمل بها وتسليط الضوء عليها، لنجعل من روادها قدوة نقتدي بهم. ومن تضحيتهم نستلهم الصمود ونجدد التحدي وفق قيم وطنية خالصة ترفض الوصاية والتبعية على شعبنا.
 
فهل يمتلك الإنسان اليمني شجاعة ثوارة 62 ويعلن انطلاق شرارة الثورة الثانية؟ هذا لن يكون ما لم يتجاهل اليمنيون خلافاتهم والتجرد من التبعية التي كانت سببا في تقويض الدولة على يد مليشيات وجدت من خلاف اليمنيين فرصة لإسقاط الدولة اليمنية وإحالة اليمن إلى بلد يتناهشه تجار الموت ويعبث بمقدراته أدوات طهران وتتسابق على الهيمنة على أرضه الدول الباحثة عن النفوذ.
 
فهل بمقدور القيادات الحالية، خاصة القيادات الحزبية، أن تستلهم من  التاريخ وتجعل منه منطلقا لاستعادة الدولة والقضاء على الحوثية وغيرها من المشاريع الهادفة لإضعاف شعبنا وتمزيقه؟
 
أم أننا شعب مصاب بنخبة لا تؤمن بالماضي ولا تبحث عن حاضر يخلد دورها نخبة لا يعنيها ما الذي سيكتب التاريخ عنهم؟!