حضور مشرف للرياضة اليمنية في زمن الحرب

02:06 2022/09/19

منذ أن غاب صوت العقل وارتفع صوت السلاح وسادت لغة الحرب والدماء، والشعب اليمني يعيش ويلات هذا الحرب ويدفع فاتورته في كل جوانب ومجالات الحياة الاساسية والثانوية، بما فيها الجانب الرياضي الذي أصابه الضرر وتعرض للإهمال. 
فقد أدت الظروف التي تعيشها بلادنا والإهمال والتقصير المستمر للرياضة والرياضيين من قبل الجهات المعنية والمختصة إلى تدهور الوضع الرياضي وعرقلة مشوار الرياضيين إلى درجة عدم القدرة على إقامة الدوري اليمني لأي فئة من الفئات. 
ولكن كل هذه العراقيل والمعوقات والإهمال والتقصير والوضع الكارثي، الذي غيب الخدمات وأغرق البلاد بالدم والموت والمعاناة وتبخرت بسببه أحلام الشباب وأغلقت معه نوافذ الامل في الوصول إلى المستقبل المشرق، وقتلت بقدومه كل الأماني والتطلعات، لم تستطع أن تقطع خيوط الأمل عند عشاق الرياضة الذين ظلوا يعملون ويتحركون ويبذلون كل جهودهم لفتح نوافذ الأمل التى أغلقتها مأساة الحرب والموت، إلى أن تكللت تلك الجهود بالنجاح ليثبت الشباب اليمني أن الأمل باق ما بقي الإنسان على قيد الحياة وأن الأمل بالله والإيمان بعزيمة وإصرار فرسان ونجوم الرياضة اليمنية يقودنا إلى إصلاح ما أفسده قادة الحرب والموت.
وبالفعل استطاع لاعبو المنتخبات اليمنية بمختلف فئاتهم سواء الناشئين أو الشباب أو الكبار خلال سنوات الحرب من تسجيل حضور مشرف في المحافل العربية والآسيوية، وجذب واختطاف أنظار المتابعين والمهتمين في داخل الوطن وخارجه إليهم، وتقديم أداء رائع وتحقيق نتائج مشرفة وصلت إلى مستوى تتويج منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم بطلاً لكاس غرب آسيا 2021، وصوله ووصول فريق الشباب إلى دور الثمانية وربع النهائي والتصفيات النهائية في العديد من البطولات العربية والآسيوية.
واستطاع لاعبو منتخباتنا الوطنية أن يمدوا جسور المحبة والتوحد والسلام بين كل فئات ومكونات الشعب اليمني وأن يوحدوا صفوف كل الفرقاء وأن يرسموا الابتسامة على وجوه أكثر من ثلاثين مليون يمني. 
لقد استطاعت الرياضة اليمنية في زمن الحرب أن تمنح اليمنيين فرصا للهروب من الحرب ومآسيها، وأن تنسي المتصارعين خلافاتهم وصراعاتهم، وأن تبعث روح التفاؤل والحياة والسلام وترسم الفرح على وجوه كل اليمنيين.