أحياء نحن في عالم يشبه عالم الحياة

02:30 2022/09/16

في ظل الحرب الإجرامية التي تشهدها الجمهورية اليمنية وما نتج عنها من أزمات وأوضاع مأساوية وما خلفته من كوارث، وفي مقدمتها الكارثة الإنسانية التى تعد أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم حالياً، سبق وأن تساءلنا في المقال السابق عن وضعنا نحن اليمنيين هل مازلنا أحياء أم أننا قد فارقنا الحياة ونعيش حياة أخرى. 
والحقيقة أننا لسنا أحياء ولا أمواتا، ولكننا نعيش حياة عجيبة وغريبة لم تمر على شعب من شعوب الكرة الأرضية نعيش حياة ضنكا تشبه في أحد شقيها أوضاع من يعيشون. تحت التراب. 
فهم بلا ماء ولا وقود ولا كهرباء وبلا تنقلات ولا زيارات فيما بينهم ولا دواء أو غذاء، وبلا مرتبات ولا اعمال ولا حركة بناء أو رخاء. 
نحن نشبههم بكثير من الصفات بل هم أفضل منا في بعض الأمور، فهم ينامون دون سماع أصوات القذائف والصواريخ والاشتباكات ولا يشاهدون المجازر والدماء التي تسيل وهلاك البشر والمقدرات، ونعيش أسوأ أوضاع تشبه أوضاع من يعيشون فوق التراب نعيش حياة الفوضى الشبيهة لحياة الغابات والبحار حياة بلا قانون ينظم حياتهم ولا بقاء إلا للمتوحشين والأقوياء الذين يعيشون على دماء وقوت وحياة الصغار والضعفاء. 
نحن نعيش بما تبقي لنا من أنفاس ودقات نبض تحاول إنعاش قلوبنا في بقعة ارض تمتلئ بعلوج وعسكر الطغاة واللصوص وتزدحم بقطاع الطرق والمخبرين الذين لا هم ولا مهام لهم سوى قطع طرقنا وأكل حقوقنا ونهب ثرواتنا وتدمير مقدراتنا وإحراق ارضنا والقضاء على حياتنا.