Image

الهدنة تعري الحوثي.. صعد بجرعة وسيسقط بجرعة

لطالما كانت مليشيا الحوثي تبتز المواطنين وتختلق أزمات اقتصادية في مناطق سيطرتها، من وقود وغاز وأغذية... الخ، لتقوم برفع أسعار تلك المواد كما تشاء، ملقية باللوم على شماعة "حصار التحالف".
 
لكن منذ اليوم الأول لإعلان الهدنة الأممية في اليمن والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، أخذت مليشيا الحوثي تتعرى يوما بعد آخر أمام المواطنين والرأي العام المحلي والخارجي، لينكشف المستور تماما بعد شهرين فقط من تلك الهدنة. 
 
هذا الوقت القياسي الذي فضح المليشيا وأسقط كل حججها أمام المواطن، خلق حالة سخط كبرى لم تعد تستطيع المليشيات معها أن تتعامل وفق ما كان مرسوما ومخططا بالنسبة لها. فما ظلت تسميه "عدوانا" (بتفخيم الدال) و"حصارا"، لم يكن في النهاية سوى مشجب تعلق فيه كل شرهها ونهمها في ابتزاز المواطنين وسلخ جلودهم من خلال نهبها المتواصل بحجة دعم الجبهات أو من خلال رفع الأسعار من فترة لأخرى. حتى إذا جاءت الهدنة وفتحت الموانئ والمطارات ودخلت سفن الوقود والمواد الغذائية بشكل متدفق ومستمر، سقط عن يد المليشيا ما ظلت تنعق به؛ حيث أصبح المواطن ينظر متسائلا إلى تلك اليد اللصوصية: ما بال الأسعار مازالت تواصل ارتفاعها ونحن في حالة هدنة، والموانئ والمطارات مفتوحة؟!
 
الغريب أنه في الوقت الذي تخرج فيه مظاهرات في المحافظات المحررة كعدن وحضرموت، تندد بارتفاع الأسعار، تسلط المليشيا وسائل إعلامها وذبابها الإلكتروني لتغطية تلك التظاهرات والدعوة إلى ثورة كبرى، وتتحدث عن ترد مخيف للأوضاع الاقتصادية، بشكل يوحي للقارئ وكأن المناطق التي تسيطر عليها المليشيا في حالة رفاه يتمتع فيها المواطن ببحبوحة من العيش الرغيد، ولا تستحي أو تخجل من أن أسرا بأكملها تموت من الجوع، حيث من فترة لأخرى نسمع عن حالات انتحار بسبب بؤس المعيشة وشظف الحياة الذي مس كل مواطن في أرض اليمن في المناطق الخاضعة للمليشيا، فيما هي تجيش المظاهرات لقضايا لا علاقة للمواطن بها، قضايا فقط خلقت للمزايدة. أما أن يخرج الشارع في تظاهرات تطالب بتخفيض الجرع القاتلة في المشتقات النفطية والتي تمررها المليشيا من وقت لآخر، أو بتخفيض أسعار المواد الغذائية التي أصبحت باهظة الثمن، فذاك ما لا تسمح مليشيا الحوثي الإرهابية به.
 
أصبح المواطن يشعر مع كل نصف راتب تعلن المليشيا عن صرفه أن هناك جرعة في الأسعار تنتظره. ويصدق شعوره ذاك دائما. فالبيضة الوحدة ترتفع إلى مائة ثم إلى مائة وثلاثين ريالا في غضون ساعات ومازال سعرها مرشحا للارتفاع والوصول إلى 150 ريالا. ومع ذلك لا تريد المليشيا لأحد أن يعترض. 
 
تسخر المليشيا من ارتفاع سعر البيض والدجاج في المناطق المحررة، وتتحدث وسائل إعلامها بين الحين والآخر عن أزمة وقود تصفها بالمختلقة في عدن وغير عدن، فيما أزمات صنعاء وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرتها لا تسمى مفتعلة ولا مختلقة، والطوابير التي تصطف أمام محطات البنزين وتظل لأيام وأسابيع ليس وراءها سوق سوداء تقودها قيادات في المليشيا.
كل هذا لم يعد خافيا على المواطن الذي لا شك سيأتي يوم ينتفض فيه على المليشيا، حيث لم يعد هناك ما تخدره به من أعذار وتحججات.
 
كما أن الجرعة الأخيرة التي أقرتها مليشيا الحوثي في أسعار المشتقات النفطية يمكن أن تتسبب في اندلاع ثورة شعبية؛ وهو ما تخشاه المليشيا وزعيمها الانقلابي الذي لجأ إلى محاضرات تتحدث عما يسميه "بعض المظالم التي يجب معالجتها"، في سبيل استدرار عطف الشارع الذي أصبح يبدي سخطه علناً وينتظر أول شرارة ليثور في وجه مليشيا الكهنوت.
 
كذبة كبيرة
من جانب آخر، أكد القيادي الحوثي وعضو ما تسمى "اللجنة الثورية" التابعة لمليشيا الحوثي، محمد المقالح أن ادعاء مليشيا الحوثي بانخفاض اسعار الوقود عند فتح ميناء الحديدة كانت كذبة كبيرة. 
وقال المقالح في تغريدة على حسابه في تويتر ، اليوم، إن مليشيا الحوثي تتاجر بشعارات لا يتحقق منها شيء. 
 
وأضاف بالقول: "‏حكومة الوفاق الوطني (حكومة باسندوة) رفعت سعر البترول بالعيد فقامت ثورة الجرعة. وحكومة الإغراق الوطني (حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا) اشترطت أن يفتح الميناء والمطار لتفتح الطرقات وينخفض سعر الدبة (البنزين) لكنها كذبت ورفعت السعر وأبقت الطرق وضيقت على مواطنيها بالعيد. لن تقوم ثورة الجرعة لانها ليست القشة، ولكن القشة قادمة".
 
 لاحكم يبقى بالجباية
من جهتها، اعتبرت الصحفية منى صفوان أن اقتصاد الحرب الذي يقوم عليه حكم مليشيا الحوثي مهدد بالانهيار.
وقالت صفوان في تغريدة لها على حسابها في تويتر، اليوم، إن اقتصاد الحرب الذي قام عليه حكم مليشيا الحوثي لمدة 8 سنوات مهدد بالانهيار، مع بدء العد التنازلي لانهاء الحرب.
واكدت صفوان أن الهدنة الأممية ورفع الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، كل ذلك أربك مليشيا الحوثي التي تفضل حربا طويلة.
وقالت: "تجميد الحرب كشف الخلل والعطب الحقيقي، أنه لا دولة ولا سياسة، لا حكم يبقى بالجباية"، في إشارة إلى مليشيا الحوثي.
 
وفي الاخير نقول: كما صعد الحوثي إلى الحكم بذريعة إسقاط الجرعة السعرية، بعد أن رفعت حكومة محمد سالم باسندوة سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترا إلى 3 آلاف ريال، قريبا سيسقط الحوثي بجرعة هو أيضا.