أشباح الموت تفتك بحياة أبناء مدينة تعز

12:23 2022/06/25

بسبب ضعف السلطة المحلية بمدينة تعز، وانعدام دور المؤسسة العسكرية والأمنية وعدم قدرتها على الحفاظ على النظام والقانون وعلى أرواح أبناء المدينة وممتلكاتهم، نمت وترعرعت واستوطنت أشباح الموت في المدينة وتمترست في شوارعها وأحيائها وممراتها وأسواقها، وعشعشت في رؤوس المنحرفين والأغبياء وأصحاب النفوس والعقليات الضعيفة التى يسهل التأثير عليها.
 
فهنا في مدينة تعز، يخرج صاحب المحل التجاري أو محل الصرافة أو سائق السيارة أو الدراجة النارية أو بائع الخضار أو بائع القات أو صاحب الأرض أو المبنى الذي يتم تشييد البناء فيه أو العامل أو الموظف من منزله، فتعترضه أشباح الموت وتفرض عليه التنازل عن كرامته وماله وحقه وعن كل ما بحوزته. فإن رفض أو حاول المقاومة، أسقطته قتيلاً وتركته مرمياً على الأرض بكل برودة، وغادرت مسرح الجريمة بكل سهولة وبدون أدنى ملاحقة أو متابعة تذكر.
 
فقد استطاعت هذه الأشباح التي تحصد أرواح السكان أن تبني لها قاعدة عملاقة وتكون لها مجاميع متخصصة تجيد إطلاق النار وإزهاق الأرواح وفرض الجبايات والإتاوات وسلب الأموال والممتلكات والتصرف بكل وحشية وبدون وازع ديني أو ضمير إنساني أو مراعاة لأدنى الأخلاقيات، 
واستطاعت أن تشكل خطراً على المدينة وسكانها وحركتها وأن تضاعف مآسي الحرب والحصار والمعاناة وأن تعمل على رفع وزيادة فرص الموت وتخفيض مؤشر فرص الحياة .
 
إن الظروف الاستثنائية التى تشهدها المدينة، والمجال الخصب الذي ساعدها على النمو وفي مقدمته الانفلات الأمني، قد جعلت منها قوة جبارة لا يستهان بها، وجعلتها تتواجد في كل أجزاء المدينة بدون استثناء وتمارس إجرامها أين ومتى ما تشاء. ولم يعد هناك موقع قدم آمناً ومؤمّنا منها، لا في شوارع وأحياء وأسواق المدينة الرئيسية أو الفرعية ولا أمام الأقسام ومراكز الشرطة أو أمام أبواب المحافظة وبوابات المعسكرات والألوية العسكرية.