عودة الحرب واختراق الهدنة

06:01 2022/05/09

لكل من يتحدثون عن السلم والسلام والتعايش مع مليشيا الحوثيين معنى السلام هو  الاستقرار، هو التواضع والخضوع لمتطلبات الشعب
والتضحية وتقديم الأولويات للوطن،
نشر المحبة والأخاء بين الشعوب، المساواة بين الناس، تحرير الأفكار من التخلف والجهل، منح الحرية والعدالة، الاستجابة لنداء الضعفاء والمساكين...
وللأسف الشديد، نحن نعلم بأن هذه الجماعات الكهنوتية جماعة الكهوف والجبال لا يمكن أن تقبل مثل هذه القرارات. من الصعب عليها أن تستوعب فكره وجود بشر  شبيهة لهم على الأرض، لأنهم أنبياء؛ فكيف لهم أن يكونوا متساوين معهم.
إن الحوثي لا يبالي بشيء غير الحفاظ على السلاسة والاحتفاظ بالحكم الذي انتزع من بين أيديهم من قبل خمسين عاماً. كل ما يسعي إليه الانتقام من الشعب اليمني وتدمير الوطن والأجيال القادمه لكي لا يشاركه أحد في الحكم الذي هو في تخيلاته أنه الأحق به من أي أحد غيره.
ليس همه أمن وطن ولا توحيد صفوف ولا تنوير عقول. وكيف بمن يسعى دائما إلى نشر الفكر الأمامي وسفك دماء الناس أن يتقبل فكرة السلم والسلام؟!
إن هذه الجماعة تعلمت أن تعيش من دماء اليمنيين وأوجاعهم، فهل من الممكن لمصاصي الدماء أن يستبدلوا الدماء بالماء؟! 
من يعتقد هذا فهو لا يعلم من هو الحوثي، ولا يعلم ماذا يعني حكم الإمام. وليرجع إلى التاريخ ويقرأ عن الأئمة وحكمهم. 
منذ دخول هذه الجماعة إلى صنعاء ونحن نعلم ما يسعون إليه ونرى ما يصنعون على أرض الواقع. إنها ليست تنبؤات ودجل مشعوذين، بل هي حقيقة نراها كل يوم ونعشها ونلمسها. 
الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء جميل نذكرها فيه لا في مخيلاتنا ولا في واقعنا المرير. إنها جماعة موت لا تعرف سوى العنف والقتل ونزع الأمن والسلام. لا تعترف إلا بلغة القتل والانتقام، لغة التسلط والتغطرس.
هل من الممكن لصياد عاش في البرية والجبال لاصطياد فريسة أن يترك فريسته تمرح وتسرح في البرية دون أن يصطادها ويسلخ جلدها ليأكل من لحمها؟! غير ممكن؛ إذن فلا يمكن  للحوثي أن يترك الوطن والشعب دون تدميرهم وشرب دمائهم، فهي خبرة مكتسبه من جدهم الإمام.
لذا لا يمكن للحوثي أن يعيش دون سفك الدماء، لأنه لم يتعلم غير هذا ولم يكتسب غيره.
إنهم يؤمنون بالمقولة الإمامية الشائعة "جوع كلبك يتبعك". فكل هدفهم وغاياتهم هي تجويع المواطن، وليس من السهل عليهم أن يتنحوا من السلطة التي أخذوها بقوه السلاح، ولا من  السهل عليهم أن يقدموا أي تنازلات من أجل وطن أو شعب. 
لهذا السبب فإن ما أخذ بقوة السلاح لن يرجع إلا بقوة السلاح.
على الجميع أن يهبوا هبة رجل واحد معاً، يدا بيد، ونزع الوطن من أفواه تلك الجماعة الكهنوتية.