أطفالنا بحاجة إلينا

06:01 2022/05/04

كلنا نريد الأفضل لأطفالنا ونسعى دائما,لتشكيل روابط قوية بيننا وبينهم ونبحث عما يجعلهم سعداء.

أطفالنا نعمة إلهية ويجب علينا الحفاظ عليهم, فمنذ ظهور التكنولوجيا في العالم، سببت مشاكل عديدة وسلبيات كثيرة على حياتنا وحياة أبنائنا، منها  التباعد الأسري وتجميد أفكارهم؛ مما جعل أغلب الأطفال في جميع العالم يعانون من التوحد والضمور ويعانون من الاكتئاب..

 

شاهدت لدى عدة أسر خلال السنوات التي مضت وخاصة منذ 2015 أن الأطفال الذين ولدوا في هذه الفترة يعانون من التبلد الفكري وقلة الحديث وعدم القدرة على التفكير وقلة أسلوب التخاطب، بل لا يجيدون نطق الحروف ولا الكلمات البسيطة ولا يستطيعون التحدث مع بعضهم أو مع من هم أكبر منهم في السن،  فيضطر أغلب الاهالي إلى عرض أطفالهم على اختصاصيين أو إلى إحضار مدرسين للتخاطب معهم؛ وهذا هو الخطأ..

 

إننا مجرد أن يأتي أطفالنا إلى الحياة نفرح بوجودهم ونسعى للبحث عما يفرح قلوبهم ونحضر لهم التاب والايباد والتليفونات وكل أنواع التكنولوجيا، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل أطفالنا لا يستطيعون التحدث ويعانون من كل تلك المشاكل لأنهم لا يجدون من يتحدثون معه، فيقضون معظم أوقاتهم مع التكنولوجيا، خاصة الأطفال البكر وفي سنواتهم الأولى والذين يكونون الوحيدين في أسرهم فيسعى الوالدان إلى البحث عما يجعلهم يفرحون، فيذهبون يشترون لهم ألعاب التكنولوجيا وينسون أضرارها فينجرون وراء التكنولوجيا ويتركون أطفالهم بعيدين عنهم منفردين بأنفسهم ومنطوين مع التكنولوجيا، لا يعلمون ما يدور من حولهم؛ ما يجعلهم يعانون من صعوبة أثناء الحديث..

 

وبالتالي يجب علينا أن نسعى دائما لأن نجمع أطفالنا من حولنا ونكون لهم المرشد والأب والأم والأنيس والمدرس، نتحاور ونعلب معهم، خاصه في السنوات الأولى من اعمارهم بدلا من البحث عن اختصاصيين ومدرسين اجتماعيين. فلماذا لا نكون نحن لهم كل ذلك؟!

للأسف الشديد حتى نحن -الأمهات والآباء- نقضي معظم أوقاتنا مع التكنولوجيا، مما جعلنا لا نهتم بأطفالنا ولا بأنفسنا، حتى أفراحنا وأحزاننا نتشاركها مع مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من أن نتشاركها مع أبنائنا. ولمجرد ما نسمع صراخ أو بكاء أبنائنا نعطيهم التاب أو التليفون، فلا نحاول أن نفهم ما يحتاجون له ولا هم يستطيعون أن يوصلوا لنا ما يريدون. يقضون معظم أوقاتهم مع التكنولوجيا..

 

عكس  الاسر الفقيره التي لا تستطيع أن تحضر لأطفالها اي شيء من التكنولوجيا فيكونون على فصاحة ولباقة اكثر ونسبة ذكاء أعلى بكثير، لانهم يقضون معظم أوقاتهم مع الأطفال الذين من أعمارهم واللعب مفهم، يلهون أنفسهم بما يناسب أعمارهم. حتى أمهاتهم وآباؤهم يكونون قريبين جدا منهم، وهذا ما يجعلهم سعداء وأذكياء.

التكنولوجيا لا تؤثر على نطق الأطفال فحسب، بل تؤثر على سلوكياتهم ايضا، على نموهم الحسي. ولقد أجريت عدة دراسات على التأثير السلبي على أطفالنا من التكنولوجيا، وكانت إحدى هذه الدراسات التي نشرتها كيلي لورسون أستاذة علم الحركة والترويح في جماعة ولاية الينوي، والتي أفادت بأن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا  تتسبب في زيادة نسبة الدهون؛ حيث

تؤدي الإشعاعات التي تصدُر من هذه الأجهزة إلى أضرار جسدية كثيرة مثل العصبية والتعب والصداع..

 

إلى جانب هذا، يؤدي النظر مباشرة إلى الشاشة لفترات طويلة يؤدي إلى جفاف العيون وآلام في العنق والكتفين نتيجة الانحناء أثناء استخدام الأجهزة لدي الأطفال، بالإضافة إلى تنافص ساعات النوم لديهم، وهذا ما يجعلهم يعانون كثيرا من الفتور لعدم تحمل الجسم وقدرته على المقاومة وقلة المناعة لانهم لا يأخذون حصتهم من النوم الكافي ولا التغذية الكافية لأجسامهم. كما أثبتت دراسات أخرى في جامعة كوين بكندا  أن المتطوعين الذين استخدموا التكنولوجيا من بين ثلاث الى أربع ساعات في اليوم كانوا أكثر عرضة بنسبه 50% للوقوع في سلوكيات خطيرة كالتدخين أو تعاطي المخدرات. ولأننا في عالم تغزو فيه التكنولوجيا حياتنا بسرعة فائقة، أصبح من الصعب علينا ومن المستحيل أن نجد طفلا لا يستخدم الهواتف الذكية أو التاب والكمبيوترات. فلهذا يجب علينا أن نحاول قدر الاستطاعة التقليل من الأوقات التي يقضيها أطفالنا مع التكنولوجيا وأن نكون قريبين منهم والتحدث معهم؛ فهم يحتاجون إلينا اكثر مما نحن نحتاج إليهم.