Image

أسواق تشهد كسادا والبيع بالعملة الصعبة.. عيد يحمل جشع التجار وبسطاء يغلقون على أنفسهم أبواب منازلهم

مع قرب عيد الفطر المبارك، تشهد أسواق حالة من الكساد بسبب عدم توفر السيولة النقدية عند الكثير من المواطنيين؛ ما جعل الكثير منهم يعزفون عن شراء ملابس العيد لأطفالهم.
يقول محمد النصيري: هذي السنة تختلف عن بقية السنوات الماضية، يقف الإنسان عاجز عن شراء الضروريات لإشباع أطفاله؛ فما بالك بالعيد وملابس العيد؟ 
نادرا ما تجد من يتسوق لشراء ملابس عيد لأطفاله، إلا إذا كان مغتربا أو ممن يستلمون رواتبهم بالعملة الصعبة. الغلاء فاحش وفوق ما يتصور المرء. فالحرب أوصلت الناس إلى التسول، وأصبح العيد  عيد الأغنياء وميسوري الحال. أم الموظف فله الله وهو يلاحق المالية صرف مرتبه.
فيما تقول سهام عبد الرحمن (ربة بيت) يكفي في هذا العيد أن نغلق على أنفسنا أبواب المنزل، ولا داعي لملابس العيد فقد اعتدنا على ذلك منذ فترة.  في السنة الماضية كنا نستطيع شراء ملابس مستخدمة أما هذه السنة حتى المستخدم افقد رتفع أسعارها بسبب الإقبال الشديد عليها. وهنا أنصح الأمهات أن يحاولن إقناع أولادهن بالوضع اللي نحن فيه حتى يتقبلوا العيد بلا ملابس، يكفي الجعالة يمشّوا بها أنفسهم إلى أن يفرج الله. 
وتضيف: الحال صعب، حتى فاعلو الخير والمتصدقون صاروا لا يتصدقون الا بتمر منتهي الصلاحية، ومن تصدق يتصدق لمن لا يحتاج صدقة.
 عبد المجيد سلام (موظف) يقول: هناك من يسخر من حالنا وينشر أخبارا كاذبة عن إصدار الخدمة المدينة توجيهات بصرف راتبين وإكرامية رمضان، ولا ادري ما الذي يستفيدونه من نشر مثل هذه الإشاعات سوى إضافة المزيد من الألم في الأسرة اليمنية التي تستقبل الخبر بفرحة وتبني آمالا عليه في شراء احتياجات العيد وملابس العيد. 
ويضيف سلام: هذه السنة الشهر الميلادي متقارب مع الهجري، واذا صرف الراتب سوف يصرف مع قرب نهاية رمضان، أي أنه سياتي والواحد منا عليه ديون للبقالة والإيجار. امنيتنا أن تكون الإشاعة حقيقة ويتم صرف راتبين حتى نستطيع إسعاد أطفالنا.
 أما أم محمود فتقول: في عدن الكثير من محلات الملابس لا تبيع إلا بالريال السعودي او الدولار، وحجتهم أنهم يشترون بالعملة الصعبة و خسرانين بسبب عدم ثبات العملة. وللأسف وزارة الصناعة والتجارة عبر مكاتبها ليست معنية في مراقبة الأسواق. لقد تركوا المواطن فريسة جشع التجار.
 عبد الاله راوح يرى أن العيد لم يعد فرحة الصائم. فغلاء الأسعار جعله هما لأولياء الأمور الذين يجدون ضغوطات من أطفالهم يطالبونهم بملابس العيد وهم لا حول لهم ولا قوة، لا يستطيعون شراء قطمة سكر؛ فكيف بملابس الأطفال؟! تصل القطعة الواحدة إلى أكثر من ثلاتين ألف ريال. الزمن اختلف والحرب أتعست المواطن في حياته وأصبح يتمنى الموت بدلا من حياة الذل والمهانة.
ويضيف: زمان كنا نشترى الملابس وكبش العيد، الآن اللي هو قده قادر يالله يشترى دجاجة أو يعيّد بخبز وشاهي. بعد أن أصبح قيمة الدجاجة هذه الأيام بثمانية آلاف ريال في العيد وتصل إلى خمسة عشر ألف ريال. ضيقوا على الناس، الله يضيق في قبرهم.